مــــــنــتـــــدى الحـســن ودضـــبـعه- سـيـد محــــكـــر الديـــوان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مـنـتـدى جامـع لكل الناس من كـل الفئـات العـمريـه
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عمود صحفي اعجبني جداً

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مالك ضبعه
Admin
مالك ضبعه


المساهمات : 365
تاريخ التسجيل : 29/06/2011

عمود صحفي اعجبني جداً Empty
مُساهمةموضوع: عمود صحفي اعجبني جداً   عمود صحفي اعجبني جداً Icon_minitimeالأحد يونيو 02, 2013 11:36 am

عمـــــــود صحفـــــفي للجمــــيع فقـــــــــط
-------------------------------
الخدمة المدنية... عزيز قومٍ ذلَّ / حيدر المكاشفي
---------------------------------------


ما أتى ذاكر على ذكر الخدمة المدنية، كيف كان حالها، جودةً وإجادة، والى ماذا صار مآلها، بؤساً وتعاسة، إلا وتذكرت تلك الطرفة التي سآتي على ذكرها، والتي تؤكد الى أى مدى كانت هذه الخدمة منضبطة وكفؤة وفاعلة، لا تخلط بين الخاص والعام ولا تفرّق بين النديم والخصيم إلا بالحق، والى أى مدى أصبحت اليوم، عرجاء وكسيحة، إختلط فيها أى شيء بكل شيء، فصارت مسخاً مشوهاً لا فرق بينه وبين العولاق «راسو كبير كرعينو رقاق»، فها هى وزارة التنمية البشرية بالتحالف مع البرلمان يعيدان هذه السيرة سيئة الصيت هذه الايام، الأمر الذي أعاد الى ذاكرتنا الطرفة التي نحكيها لكم الآن، تقول الطرفة إن المدرس الجديد المحب للفن والغناء، حمل عوده في أول ليلة يقضيها في مدرسته التي نقل إليها حديثاً، وأنضم الى مجلس الأنس والسمر والفرفشة الذي إعتاد زملاؤه القدامى بمن فيهم الناظر على قضاء السهرة فيه وأتخذ مقعده بينهم، وبعد أن اكملت دورة كؤوس الخندريس شوطها الرابع وبدأت الرؤوس تدور بالنشوة، إحتضن القادم الجديد عوده وبدأ عملية ضبط الاوتار «ترن تن تن ترررن» ومع كل رنة كانت تتصاعد الآهات والأنات من الندامى، الى أن إستقامت له الوزنة وتأهب للغناء، ولأنه كان حديث عهد بالسفر والفراق والغربة عن الأهل كان طبيعياً أن يبدأ بأغنية حمد الريح «حليلو قال ناوي السفر»، فهاج الندامى وماجوا وبدأوا «ينططون ويكوركون ويلغلغون» وظلوا على حالهم هذا في هياج وهجيج الى أن بلغ المغني المقطع الذي يقول «نسكر نغيب من لطفه من دلّه الحبيب»، هنا فجأة هبّ الناظر واقفاً كالمذعور وصرخ بأعلى صوته «بس بلاش كلام فارغ، تسكر بطريقتك، تغيب ما برحمك، أى شيء ولا التسيب وعدم أداء الواجب بكل أمانة وجودة وإتقان»..

نعم، لقد كانت الخدمة المدنية فيما مضى منذ عهد الاستعمار ومروراً بحقبة الآباء المؤسسين، كانت على رأى فناننا الضخم مغنى ومبنى ابو داؤود عليه الرحمة «عزيز كافوري»، ولكنها الآن صارت «عزيز قوم ذلّ»، وتلك واحدة من مُلح أبو داؤود الذكية نحكيها لكم كخير ختام.. إن التضعضع والتدهور الذي أصاب الخدمة المدنية لم يعد محل مغالطة أو نكران، بل إن الحكومة وفي أعلى مراجعها تعرفه وتعترف به، ولكن غير المعروف هو متى سيتم إيقاف هذا التدهور وانقاذ هذه الخدمة من براثن الضياع هذا إذا لم تضع حتى الآن، فقد ظللنا بين كل فترة وأخرى نسمع بعض النواح على الخدمة المدنية من هنا وهناك، ثم ينتهي العزاء بتفرق النائحين والمعزين، وتبقى الخدمة على حالها الذي ينتبه اليه بعد فترة نائحون جدد، ينوحون ويسكتون وهكذا دواليك دون جديد يطرأ بل قديم يعاد، وتظل الخدمة المدنية ممددة على فراش المرض تئن وتتوجع من أمراضها المزمنة دون أن تمتد اليها يد بالعلاج الناجع، رغم أن أمراضها مشخصة ومحددة ومعروفة، وبالضرورة فالعلاج أيضاً معروف، والمعروف لا يعرّف، ولهذا فإن ما تحتاجه الخدمة المدنية لإقالة عثرتها هو فقط العزيمة والارادة ثم الرغبة والقدرة على إجراء الجراحات التي تزيل البثور والدمامل التي شوّهت جسدها الذي كان نضراً وممتلئاً فتوة وقوة، فأصبحت «عزيز قوم ذل» بعد أن كانت «عزيز كافوري» على رأى أبو داؤود الذي حكى عن نفسه فقال إنه نال قرضاً من البنك الزراعي إمتلك بموجبه بعض الفدادين بالحلفاية زرعها برسيما ولكن المشروع فشل وكبده خسائر فادحة ورغم ذلك لم ترأف إدارة البنك بحاله وظلت تلاحقه لتسديد القرض وإلا فسوف يرى، فكتب اليهم أبو داؤود يستعطفهم «أنا عندما عملت المزرعة دي كنت قايل نفسي حأبقى زي عزيز كافوري ولكن للأسف بقيت عزيز قوم ذل»..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rabea.sudanforums.net
 
عمود صحفي اعجبني جداً
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عمود صحفي اعجبني جداً
» عمود صحفي اعجبني جداً
» عمود صحفي اعجبني جداً
» عمود صحفي اعجبني جداً
» عمود صحفي اعجبني جداً

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مــــــنــتـــــدى الحـســن ودضـــبـعه- سـيـد محــــكـــر الديـــوان  :: أقســــــــام المـنـتدى :: المـنــتـدى الثــــــقـــافـــي-
انتقل الى: