لأهل القوم قصيدة تحمل هذا العنوان يقول مطلعها:
الهبرو ملو
جابو سليم من ناك لعلو
ركبو صهلو للما صادقين الباب قفلو
كم جابو غريب همّل أهلو
في الغار دخلو
طاوين بالجوع قط ما أكلو
والقصيدة طويلة تتحدث عن صدق وتقوى وزهد وتقشف مشايخنا الصوفية...
شاعر آخر لا أستحضر إسمه إستفزه حال آخرين مغاير تماماً لحال القوم، غرّتهم الدنيا فتكالبوا على قصعتها يهبرون من المال العام هبرا ويعبون منه عبّا بما إمتلكوا من ولاية عليه، جارى هذا الشاعر المغبون من التعديات التي وقعت على مال الشعب هذه القصيدة ونظم على غرارها ما يعكس فساد وسوء أخلاق هؤلاء النهابين تقول بعض أبياتها:
الهبرو ملو.. باسم الحق لحسوا واكلو
بالغش وصلوا.. تجار كهان للناس خذلو
إلى إن يقول:
للشين فعلوا.. قالوا التمكين للسوق دخلو
سرقوا ونشلوا.. للخير حاكرين عسلو وبصلو
عبّوا وحملوا.. وخارج السودان للمال نقلو
والشطر الثاني من البيت الأخير «وخارج السودان للمال نقلوا» هو بيت قصيدنا عطفاً على حديث السيد وزير العدل الأخير حول هروب متهمين في تسع حالات إعتداء على المال العام خارج البلاد..
حديث الوزير بطبيعة الحال واستناداً على تجاربنا مع التقارير السنوية التي يصدرها المراجع، لا يكشف كل الهاربين للخارج بالمال العام الذي إختلسوه وبالضرورة لم يكشف ولا واحد من الذين هرّبوه إلى الخارج وبقوا هم بالداخل، ولكن حديث الوزير رغم ذلك يحمد له لأنه يعطي مؤشر رسمي على «المآكل» التي وقعت على المال العام ولا بد من الاشادة به ولو من باب الإعانة على مكافحة الفساد، فاكتشاف وكشف أي عدد من ممارسي النهب المصلح وإن قلَّ يعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح وتطور محمود ومطلوب، ولكن ما يجب الانتباه إليه جيداً هو أن هذه الاختلاسات التي يتم كشفها هي من النوع الذي يقع فيه «الكيشة» وليس الحرفاء الذين يحتاج كشفهم إلى مجهودات مضاعفة خارج اللوائح والأوراق الرسمية وهؤلاء هم الأخطر والأحوط والأعوص باجادتهم لأساليب «الدغمسة» دون أن يتركوا دليلاً رغم ما تدل عليه أحوالهم المنقلبة مائة وثمانون درجة من حالة الشظف والمسغبة إلى الرفاه والرخاء والأملاك والأموال بالداخل والخارج خلال سنوات معدودة لا تبرر ما حصلوا عليه ولو شغلوا هذه الوظائف والمقامات مائة عام...
الصحافة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الـهـبـرو مـلـو....... بإسـم الدين لـحـســوا وأكلوا
بالغِش وصَلوا....... تجّـار كهّان للـنــاس خـذلــوا
صلوا ابتهلـوا........لـغيــر الله بـالنفـــاق جُـبــلُـوا
للوعود بهلـوا.......نفاق وكـضـب بالـوفــا مَطَلـوا
ولّوا وعـزلـوا.......للصالح العـام سَحـلـوا وقتلوا
للشـين فعـلـوا.......قالـوا التمكـيـن للسوق دخلوا
سرقوا ونشلوا......للخير حاكرين عَسَلوا وبَصَلوا
عَبّوا وحملـوا...... وخارج السودان للمال نـقـلـوا
غتّسوا حجرو......الشعب جيعـان خيـبــوا أمــلـــو
للشـر غزلــوا......وبعد شلاتيـن للجنـوب فصلـوا
كم كـم قـتـلــوا......في بلد دينار للحريـق شـعـلوا
سِكروا وغفلـوا......الشعب شجاع مهـمـا خَطَلـوا
للتاريخ جهلـوا..... شعب الثورات النفيس بـذلــو
الشباب قـدلـوا......قالوا حكم الجور قد دنى أجلـو