مــــــنــتـــــدى الحـســن ودضـــبـعه- سـيـد محــــكـــر الديـــوان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مـنـتـدى جامـع لكل الناس من كـل الفئـات العـمريـه
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عمود صحفي اعجبني جداً

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مالك ضبعه
Admin
مالك ضبعه


المساهمات : 365
تاريخ التسجيل : 29/06/2011

عمود صحفي اعجبني جداً Empty
مُساهمةموضوع: عمود صحفي اعجبني جداً   عمود صحفي اعجبني جداً Icon_minitimeالجمعة أبريل 12, 2013 10:25 am

تداعيات

خريف مترع ، تسقط القراقير من ايدي الصغار و تدور علي الارض المبلولة ، في الجباريك ، تلك المزارع الصغيرة ، كانت نسمات الخريف تجادل قناديل عيش الريف و لا تفتأ تعلن رقصتها مع النسمات ، حين كان الاطفال يتفادون البرك الصغيرة بعرباتهم علي مختلف التصميمات ، تلك العربات المصنوعة من السلوك ، عربات السلوك ، بينما كانوا يمارسون تلك الفرحة مقلدين اصوات العربات ، دخلت السوق الكبير افواج من النساء المترنمات و رجال بقرون علي رؤوسهم ، خليط من الجنسين يتحرك مع رقصة -الكمبلا- التي إعتدت فجأة علي حركة البيع و الشراء في السوق و جذبت اليها حتي التجار ، تفرقع سياط الراقصين حين تضرب علي الارض و تكشكش الاقدام التي طوقت بحجول من العلب الصغبرة التي ملئت بالحصي و باخري من اغطية زجاج -الليموناده -، هكذا ، تتدفق النغمات الموسيقية بتركيب ممتع ، يبدو بسيطا و لكنه معقد بما يكفي من عذوبة ، إن صخب تلك الاقدام علي الارض مع حمحمة الراقصين و غناء المترنمات من النساء مع فرقعة السياط بين فترة و اخري ، كل هذه الاصوات قد تاتيك هكذا ، دفقة واحدة ، خرجت رقصة -الكمبلا - فجرا من - كحليات - و وزعت فرحتها علي طول الطريق حتي دخلت سوق كادقلي الكبير .
من وادي تحيط به الجبال يدعي - لوفو- تنحدر المياه ، شلال عبر الجبال ، يمكن ان نلاحظ فعل الماء علي الصخور ، تشكيلات غريبة علي الصخور تؤكد قيمة الزمن و قوة الماء و تحمل الصخر ، تنحدر المياه من هذا الشلال ، تلامس الصخور المبعثرة علي الارض ، حين يسمع اهالي حي - قعر الحجر- هدير المياه يعرفون ان خور- كلبي - بكسر الكاف - قد اعلن حضوره ، قد يأتي مبكرا و قد يتأخر ، لذا دائما ما تتمايز به فصول الخريف ، إن السحابات التي تبكي ببروقها و رعودها علي تلك الجبال قد تتمانع احيانا و قد تهرب ، خور - كلبي - ينتزع الارض التي يمر عليها فيقسم الجزء الغربي من المدينة ، يقسم بين حي -الملكية- و حي -الرديف - و يتعذر تماما ان تصل من حي - البانجديد- الي حي -الموظفين- و من حي - السوق - الي حي - الملكية - ، يطوق خور - كلبي - الجزء الغربي من المدينة منسربا عبر سهول ووديان ، يلتقي بخيران اخري في مسيرته و تنمحي ملامح تلك الخيران في خور -ابو حبل- الكبير .
عادة ما تعجز العربة التي تنقل طلاب مدرسة كادقلي الثانوية العليا- تلو - بكسر التاء - عن اداء مهمتها في توصيل الطلبة الذين هم خارج الداخلية بسبب ذلك الخور الذي يمر بحي - الفقراء - و حي - حجر المك - ، الطلاب تراهم يتجهون في جميع الاتجاهات ، منهم من يحمل حذاءه في يده و منهم من إحتاط لهذا الامر فأقتني شده او جزمة من البلاستيك او كبك او باتا ، خور - حجر المك - يتمتع بالجزء الشرقي من المدينة و يتركها بعد ان يمر بحي - كلبا - بضم الكاف ، و حي - مرتا - ايضا يضم الميم في الجزء الشمالي ، قبل ان يداعب حافة الارض التي عليها قصر الضيافة و سط تلك الحدائق و البساتين التي تتعانق فيها الاشجار ، الاشجار تتعانق عند مدخل و مخرج المدينة الشمالي كأول إشارة جمالية ، تستطيع ان تسمع هديره و انت في موقف اللواري و البصات التي تتجه شمالا ، امام منطقة - الغيط - القديمة ، يتجه خور - حجر المك - شمالا كما اتجه رفيقه خور -كلبي - ، تري هل يلتقيان ؟ .
يميز المسترخون في منازلهم من الاصوات التي تسري عبر هذا الليل المميز بالمطر و القمر ، يميزون صوت - بكري- الملقب ب - أوهو - بضم الالف - و هو يترنم باغنية - هوج الرياخ- للجابري
( الليل الليل
الليل الليل

) الليل يهود بي
عادة حين يقترب - أوهو- من تلك الربوة العالبة عند مدخل حي - الملكية - يتخلي عن تلك الاغنية ليضم شفتيه و يصفر ذلك النغم الذي يستعذبه جدا ، صفارة الكابوي ، و كأنه حين يعتلي تلك الربوة يتقمص احد ادوار - جون واين- او- فرانكو نيرو- كلنت إيستوود ،- أوهو - ياتي دائما من السينما ، لا يفارقها ابدا ، لكن الخريف يعتدي علي مزاجه ويحرض شجنه و حنينه الي عوالم اخري ، هناك ، بعيدة، حيث انها ليست هنا ، يضحك علي طريقة ابطال الافلام ، يحزن و يبكي متمثلا تلك الصراعات التراجيدية النقية ، يمشي كما يمشون داخل ذلك الحائط الابيض المستطيل ، يحلم بمدن وشوارع و بنساء جميلات ، بخيول مجنحة في الفراغ ، كم يتمني ان يمتلك حصانا ، يصيح في اؤلئك الذين يضايقونه بهذرهم صافي النية ، يصيح فيهم و لا ينسي ان يقطب جبينه علي طريق- شارلس برونسون -
شط أب
يمتلك حصيلة من مفردات اللغة الانجليزية ، العامية الامريكية تحديدا ، ما يمكنه من التعبير بها ، يرتدي قبعة من السعف يمليها قليلا الي الامام بحيث تغطي جزء من الوجه فيبدو غامضا ، .
حين حصل - اوهو- علي ذلك البالطو جرب ان يصعد الجبل و يأتي نازلا و في ذهنه تضج تلك الموسيقية التصويرية التي تكثف دخول- ديجانقو - الي المدينة ، ينزل - أوهو - من الجبل ببطء ، تتضايق حين لاحظ ان قدميه تفقدان تلك الجزمة التي هليها النجمة من الخلف فقد كان يرتدي شبشبا مصنوع من لستك إطارات العربات - تموت تخلي - ، إهتزت شخصية الكاوبوي ، تجاوز - أوهو- معضلة الجزمة ، تسامي عليها ، إحتفظ بمشية الكاوبوي ، إنبعثت في داخله تلك الموسيقي ، إنفجر منسجما معها في صفير ممتع ، حين نزل - أوهو- من الجبل ، قرر ان يقطع خور- كلبي - متجها الي نادي -الموردة- ، قرر ان يقطع الخور من حي -الملكية- الي حي -الرديف- حيث كان نادي -الموردة -القديم علي ضفة الخور الاخري ، كان الخور في قمة إندفاعه و كانت تلك الموسيقي التي في دواخله مع صفيره العذب تهون من امر إندفاع المياه ، إقتحم -أوهو- المياه ببط الواثق ، لم يتخل عن صفيره و هو يحس يسرج الحصان تحته ، يقاوم المياه باصرار ابطال السينما ، حين وصل الي منتصف الخور ، وقف مواجها عنف التيار ، المياه وصلت الي وسطه ، وقف ينظر الي هنا و هناك ، يصفر منتشيا ، حين مربه احد السكاري ، صاح في -أوهو-
( يا زول ، الخور ده بشيلك )
نظر اليه - أوهو - و قطب جبينه و تخلي عن صفيره مرغما ليصرخ في وجه هذا السكير
) ( قير أوت منها
بعد ان خرج -أوهو- من خور -كلبي- و اتجه الي نادي -الموردة- ، لم يكن نادي -الموردة- في ذهنه سوس بار من بارات مدينة - تكساس - ، الحضور داخل النادي يتوزع علي العاب -الكوتشينة- و -الضمنه- و بعضهم يتأنسون ـ إنتبه هذا الحضور في لحظة واحدة حين دفع -أوهو- باب النادي ، دفعه بعنف و نظر خلفه الي الباب ، كان متأكد من ان الباب تتأرحج منه الضلفتان رغم ان باب النادي كان من ضلفة واحدة ؟
ضحك الحضور ، كان - اوهو- مبتلا ، يرتدي ذلك البالطو ، القبعة السعفية تغطي جزءا من وجهه ، يقف مباعدا بين ساقيه حتي إنك تستطيع ان تجزم حين تراه واقفا هكذا انه يرتدي حزاما يتدلي منه مسدسان ، استطاع احد الاشقياء ان يعيده الي الواقع حين صرخ مرحبا به ( اوهو) اوهو
حينها خرجت شخصية الكابوي من دواخله و بحضور سريع رد علي ذلك الصائح بأسمه
) ( بطنك فيها بابو
ضحك الحضور ضحكة مجلجلة تردد صداها علي ذلك الجبل القريب ، من بين تلك الضحكة إلتقط -أوهو- عذاب دلوكه كانت تحاول ان تتمرد علي ذلك الليل ، مست دواخله الشفيفة اصوات ينات حي الرديف
( قصدك قصدك
مشتاقين ما لقو
قصدي

فوق السجاير
) ولع لي نحرقو
كم يجذبه الغناء ، لذلك خرج - اوهو- من النادي متجها الي حيث الغناء و قرر ان يرقص هذه الليلة كصعلوك نبيل .
يمر عام
و ياتي عام
و يمارس خور - كلبي- حضوره الموسمي بنسبية مختلفة ، لكن ، حين جاء خور - كلبي - هذا العام التي تلي وقفة - أوهو- بين مياه المندفعة ، جاء خور - كلبي - و كان -أوهو- قد ذهب الي حيث لا رجعة.
وجدوه مستلقيا و بهدوء تلوح علي وجه بقية من تكشيرة لاخر كاوبوي تقمصه .
كان احد الازرار الحديدية في شيشيه الذي ينتعله - تموت تخلي - هذا الزر الحديدي اصابه الصدأ فجرحت قدمه و مات بالتاتنوس ، بكري - أوهو- مات مستلقيا علي برش و بقربه كانت هناك نجمتان من الحديد و بوت قديم مهتريء من ذلك النوع الذي ينتعله العساكر .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rabea.sudanforums.net
 
عمود صحفي اعجبني جداً
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عمود صحفي اعجبني جداً
» عمود صحفي اعجبني جداً
» عمود صحفي اعجبني جداً
» عمود صحفي اعجبني جداً
» عمود صحفي اعجبني جداً

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مــــــنــتـــــدى الحـســن ودضـــبـعه- سـيـد محــــكـــر الديـــوان  :: أقســــــــام المـنـتدى :: المـنــتـدى الثــــــقـــافـــي-
انتقل الى: