عـــــــــــــمود صحـــــــــفي للجمــــــيع فقــط
--------------------------------
بالمنطــق /صـــلاح عووضه
* في ليلة واحدة (غنى) كاتب هذه السطور و (مثّل) و(قرأ القرآن)..
* كان ذلك خلال ليلة من ليالي مدرستنا الأدبية حين كان التعليم (جميلاً) و(أسرياً) و(مجانياً)..
* فهو الذي انبرى للتلاوة الاستهلالية، وقد كانت آيات من سورة مريم..
* وهو الذي انبرى لإتمام الدور الناقص في المسرحية وكان دور التمرجي..
* وهو الذي انبرى للترنم بأغنية الختام- في غياب من يُفترض أن يقوم بالمهمة هذه- وكانت (إنت كلك زينة)..
* كل ذلكم الذي فعله صاحب هذه الزاوية في ليلة واحدة لو طُلب منه فِعل واحد منه الآن لعجز..
* فقد اكتشف- عندما كبر- أن صوته لا يصلح للغناء ولو بين جدران الحمام..
* وأنه (أشتر) لا يجيد من التمثيل حتى ما كان صامتاً منه..
* وأن سورة مريم التي كان يحفظها عن ظهر قلب لم يبق منها في ذاكرته إلا الآيات التي تحكي قصة مريم هذه نفسها..
* وهكذا كان التعليم (شاملاً)- في زماننا ذاك- منذ مرحلة الإبتدائي..
* فأنت يمكنك أن تغني ليصفق لك الحضور- تشجيعاً- وإن كان صوتك يماثل صوت كاتب هذه السطور (قبحاً)..
* ويمكنك أن تمثل- لتجد التشجيع ذاته- وإن كان تمثيلك يشابه تمثيل بعض ممثلي أيامنا هذه (هبلاً)..
* ويمكنك أن تلعب كرة القدم- لتُشَّبه بماجد وجكسا- وإن كان لعبك ينافس لعب بله جابر (إحرازاً للأهداف العكسية)..
* وبمناسبة ذكر اللاعب هذا فإن صاحب هذه الزاوية كان قد أعلن توقفه عن تشجيع المريخ- للمرة الأولى في حياته- ما دام فيه أمثال بله جابر، وموسى الزومة، وأمير كمال، وراجي عبد العاطي..
* وبعد يومين فقط من إعلانه ذاك أحرز بله هدفاً (برازيلياً) في (مرماه)، وهو الذي لا تجيء عكسياته أمام مرمى الخصم بـ(الدقة) هذه أبداً..
* ثم إن الطالب منا آنذاك- في إطار الشمول هذا- كان يفقه في أمر السياسة ما يجعله ملماً بأسماء قيادات البلاد السياسية كافة..
* والفقرة أعلاه هي مربط (الأسى) لكلمتنا هذه على خلفية تحسُّر نائب رئيس البرلمان على الذي آل إليه حال شباب زماننا هذا..
* فقد قال إنهم (يجهلون قيادات البلاد السياسية، وباتوا مهتمين بقضايا انصرافية)..
* وهذا الذي قاله هجو قسم السيد صحيح- بالتأكيد- ولكن القيادي البرلماني لا يتفضل علينا بذكر الأسباب التي أوصلت الشباب إلى (الدرك) هذا..
* فهل فشلت- مثلاً- (ثورات) التعليم العديدة التي انبثقت عن (ثورة) الانقاذ؟!..
* أم فشلت نظرية (إعادة صياغة الإنسان السوداني) التي بشرت بها كثيراً الإنقاذ هذه؟!..
* أم أن الفشل التعليمي هذا هو نتاج فشل عهد اقتصادي أُدرج الطالب فيه ضمن مصادر (الدخل القومي) ليضحى (دافعاً) بدلاً من أن يكون (متلقياً)؟!..
* ومهما يكن من أسباب أدت إلى (ضياع) جيل اليوم فإن ثمة شيئاً نعذر أبناءه على جهلهم به وإن أثار غضب نائب رئيس البرلمان..
* إنه (الإلمام بأسماء قيادات البلاد السياسية)..
* بل أن هجو قسم السيد نفسه الذي هو من الجيل الذي كان بمقدور أفراده أن يغنوا، ويمثلوا، وينشدوا، ويقرأوا القرآن في ليلة أدبية واحدة..
* والذي هو نائب لرئيس برلماننا الحالي بعد سنوات من (التمكين) عدة..
* والذي هو أحد القيادات السياسية هذه التي يعيب على شباب اليوم الجهل بها..
* هجو قسم السيد بالصفات هذه كلها نتحداه هو ذاته أن يُحصي لنا قيادات (زماننا هذا) السياسية..
* أو حتى أن يحصي لنا- إن عجز- قيادات حكومة ولاية الخرطوم فقط..
* وسوف نكافئه بليلة نغني له فيها ونمثل ونقرأ ما بقي في ذاكرتنا من سورة مريم !!!!