عمـــــــــود صحـــــــفي للجمـــــيع فقــــط
-----------------------------
كمال كرار
---------------
يموت 100 شخص بسبب انهيار منجم بدارفور ، ولا يستقيل وزير المعادن ولا أي والي .. بل لا يذهب أي سادن لصالون العزاء كيما يقول لأهالي الضحايا البركة فيكم .
ولولا الدعاية الحكومية بشأن مليارات الذهب ، لما دخل هؤلاء ال 100 مغارات جبل عامر بحثاً عن ذهب يستولي عليه بنك السودان في نهاية المطاف .
ولولا التحرير الاقتصادي والفساد الذي جعل الشباب ( عواطلية) لما انتشر الآلاف في الصحاري بحثاً عن الرزق والذهب وسط العقارب والدبايب وانهيار التربة .
وكلما يكتشف التعدين العشوائي معدناً ولو كان حديدة ، يطرد الحفّارون من الموقع ، ويستبدلون بشركة أجنبية تمنح الامتياز للتنقيب في نفس المكان ، وتنتشر الشرطة لحماية الأجانب من غضب السودانيين
وحمي الذهب المزعوم أججت الصراعات القبلية في دارفور ، وحكاية جبلي وجبلك قضت علي المئات من الناس خلال يومين من ( الدواس)
وكلما (بردت) حمي الذهب ، كثرت الإعلانات التلفزيونية عن أجهزة كشف الذهب الأصلية المستوردة خصيصاً من الولايات المتحدة والتي اكتشفت حتي 132 كيلو جرام في منطقة المثلث بالسودان .
وكلما سمع الناس إعلاناً مضروباً ، فتشوا في الخريطة عن موقع منطقة المثلث ، وضربوا الكيلوجرامات في الجرام ثم قسموها لأرطال ووقيات وضربوا الوقية في 1800 دولار ، وحلموا بالثراء و ( النغنغة) .
وكلما جري تخدير الناس بالذهب ، سرق السدنة الأموال العامة من بنود الميزانية ، ولهفوا القروض ، والعمولات وباعوا أراضي المزارعين للعرب والعجم وكتبوا علي شركاتهم ( هذا من فضل ربي )
وكلما ذهبت الأموال العامة إلي جيوب التنابلة كلما ازداد الناس فقراً
وعندما يصل الناس ( للحديدة ) ، تدور الشكلة بين المواطن والكمساري ، والطالب وسائق الحافلة في حديدة إسمها 10 قروش يمكن أن تودي بحياة إنسان
وتدور ( شكلات ) في البيوت ، وربما ( طلاقات ) لأن جنيهاً واحداً فقد ذات صباح من جيب أحدهم
ويهاجر أطباء للخارج ، فيموت مرضي بسبب نقص الأطباء ، ويسافر أساتذة جامعات فيتدني المستوي الأكاديمي للطلاب .
تظن الحكومة أن الفقراء الذين لم يموتوا أو يهاجروا سيتسولون من ديوان زكاتها وشؤونها الاجتماعية ثم ينكفئون علي فقرهم وبؤسهم
ويعرف الفقراء أن مالهم استولت عليه حفنة من الطفيليين ، لقبهم تجار الدين ، وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة
وبين الموقفين ، نضال دؤوب وهيئة علماء علمهم مضروب ، تريد للناس أن ينشغلوا بحكم من توضأ ودخل من ( دبر) فيل وخرج من خرطومه ، لا أن ينشغلوا بتغيير الحكومات ، بينما هم الأفيال والتماسيح واللبوات