عمــــــــــــود صحـــــفي للجميع فقـــط
----------------------------
إنها الأرض يا كباتن / عبداللطيف البوني
------------------------------
شم الواطا (الارض) دي واطات جدك ؟ قامت شكلة ليها ضل بين اولاد حاج الزين في حبلين ورثة. إن شاء الله تكون عملت ليك قطعة ارض في الخرطوم ؟ غايتو اكان ما عملتها تكون غربتك فشنك ؟ ياخي انت وكت ربنا وسعها عليك ورحلت في ارضك الجديدة ما تخلي القطعة القديمة دي لاخواتك يتوسعن فيها ؟ رحم الله بلدياتنا الدكتور سعيد محمد أحمد المهدي وهو من الذين سودنوا دراسة القانون في السودان ووصل منصب عميد كلية القانون في جامعة الخرطوم ثم اغترب في ابو ظبي ليصبح مستشارا كبيرا ملء السمع والبصر، فسعيد كان خير من يتحدث في منازعات الارض على النيل الازرق في منطقة شمال الجزيرة.
هذه الرمية القصد منها ابراز مكانة الارض في الوجدان والثقافة في منطقة من مناطق السودان ولكن هذه المنطقة ليست استثناء في السودان لا بل قد تكون اقل من غيرها في اظهار الخصومات والنزاعات حول الارض ففي كثير من مناطق السودان يمكن أن تراق دماء القبائل في شبر من الارض فالارض اصبحت جزءا من العرض حتى ولو كانت بورا بلقعا فالموت في سبيلها شهادة لا تدانيها شهادة فانظروا حواكير دار فور والخيار المحلي للمناصير وزائد ود راوة.
حب الاديم (الارض) ليس ظاهرة سودانية فكل الدنيا تموت في الارض والدم العالمي الذي اريق في الارض لا يدانيه دم اريق على قضية اخرى فالنزاعات والحروبات الحدودية كلها حول الارض . حب الارض ليس حبا صوفيا مجردا لذات الارض انما لان الارض هي الحياة وهي الثروة وهي المال ففي سطحها غذاء الانسان وفي جوفها كنوز الدنيا ولا توجد ارض بائرة حتى ولو كانت صحراء جرداء او بور بلقعا فتحت الصحراء اكتشفت انهار البترول وتحت البور البلقع المياه الجوفية العذبة
الصراع الدولي على الارض لم ينقطع في يوم من الايام فالظاهرة الاستعمارية التي بدأت في الربع الاخير من القرن التاسع عشر كان دافعها الارض ثم بعد أن خرج المستعمر استمرت التبعية عن طريق ذات الارض والآن بدأت هجمة جديدة على الارض تحت ستار الاستثمار فالدول الغنية التي تعاني من انيميا ارضية بدأت تتجه للدول ذات الارض الغنية لكي تستثمر فيها عن طريق الايجار القرني اي لمدة قرن من الزمان (تذكر أن كل مدة الاستعمار في السودان حوالى نصف قرن من الزمان وان الشركة (السنديكيت) التي استغلت مشروع الجزيرة لربع قرن من الزمان فقط ).
كل هذه الرمية التي طالت نسبيا (نسبة لمساحة العمود ) اردناها لهدفين الاول هو القول للذين يمسكون بملف الاستثمار في السودان ويروجون بأرض السودان الواسعة انكم تجهلون قيمة هذه الارض وتظنون انها ارض سائبة ويمكنكم التصرف فيها تحت غطاء الاستثمار كما تشاءون, فالامر ليس كذلك وفقر البلاد الحالي ليس مبررا لإعطائها لأي صاحب دولارات (ضحاكات). الهدف الثاني من الرمية هو أن الذين قاوموا (كباتن) الاستثمار في جبيت (مقرسم) او ام دوم لا يجهلون اهمية الاستثمار ولكنهم يدركون قيمة الارض ويعرفون جيدا أن هذه الارض ليست ملكا للاجيال الحالية انما لكل الاجيال القادمة فهم اكثر وطنية واكثر فهما لقيمة الارض ولأهمية الاستثمار من الكباتن فمن فضلكم ايها الكباتن لا تستغلوا آلة الدولة القمعية في فرض رؤيتكم القاصرة لانكم بذلك سوف تفقدون كل شيء الانسان والارض وغدا إن شاء الله نواصل لتفصيل بعض ما اجمل هنا.