مــــــنــتـــــدى الحـســن ودضـــبـعه- سـيـد محــــكـــر الديـــوان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مـنـتـدى جامـع لكل الناس من كـل الفئـات العـمريـه
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عمود صحفي اعجبني جداً

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مالك ضبعه
Admin
مالك ضبعه


المساهمات : 365
تاريخ التسجيل : 29/06/2011

عمود صحفي اعجبني جداً Empty
مُساهمةموضوع: عمود صحفي اعجبني جداً   عمود صحفي اعجبني جداً Icon_minitimeالأحد يونيو 09, 2013 10:31 am

عمـــــــــود صحـــفي للجمـــيع فقــط
--------------------------
لاقيني ولا تعالجني / منى سلمان
------------------------------


دخل دكتور (خليفة) إلى عيادته الفخمة مسرعا بعد أن ألقى بتحية مقتضبة على سكرتيرته والموجودين بصالة الانتظار.. جلس خلف المكتب وجذب أنفاسه بشدة حتى امتلأت رئتيه بالهواء، ورجع برأسه للخلف وتمدد على الكرسي المريح ثم زفر الهواء ببطء.. أعاد الحركة عدة مرات حتى دخلت عليه السكرتيرة فطلب منها - قبل أن تدخل أول مريض - أن تحضر له كوب من القهوة، عساها تجلب بعض السكينة والسلام لروحه المضطربة ونفسياته الـ (في الحضيض)..
رفع الكوب وارتشف قليلا من القهوة، ثم حمل مجموعة الصحف الموضوعة أمامه على المكتب وبدأ في تقليبها محاولا أن يتناسى تفاصيل الخلاف الكبير الذي نشب بينه وزوجته، وتبارى الاثنان فيه الإساءة لبعضهما.. عايرته بأنه (عامل فيها زول) ولولاها ولولا دعم والدها السخي، لما استطاع أن يصل لنصف ما وصل إليه الآن، ولظل على (زحيحه) بين عنابر المستشفيات العامة، وكان من الأولى أن يبدي عرفانه بالجميل بدلا عن العقوق وعض اليد التي أحسنت إليه، فلم يتردد من أن يقذف في وجهها قبل خروجه بتعليق مفاده أن توصي نفسها أولا بالعرفان.. فلولا تضحيته بزواجه منها لما وجدت من يسأل عن حنان مودتها!
هزّ رأسه ثم ضغط على زر الجرس طالبا من السكرتيرة أن تدخل عليه المريض الأول.. مرت لحظات قبل أن ينفرج الباب ويدخل منه (مريم) وهي سيدة متوسطة العمر تبدو عليها الطيبة والبساطة وخلفها زوجها (مجذوب).. حياه الاثنان فرد عليهما، وهنا رنّ هاتفه الجوال وعندما نظر للشاشة وجد عليها اسم (أم شهد) يتصل بك.. أجاب على المكالمة وهو يشير بيده للسيدة والرجل ناحية مقعدين في مواجهته وطلب منهما الجلوس لحين إنهائه من المكالمة..
جلس الاثنان في صمت محايد سرعان ما تحول لحرج بالغ وهما يستمعان لصوت أنثوي غاضب يتخطى السماعة ليصل لأسماعهم.. ظل دكتور (خليفة) يستمع بصبر
ويحاول مقاطعة زوجته بالقول:
كدي خلي الموضوع ده لي بعدين لمن ارجع
ولكن الجدال من الطرف الآخر استمر حتى قال دكتور (خليفة) بغضب قبل أن يقطع الاتصال:
يا شيخة أعملي البريّحك
وضع الهاتف والتفت للاثنين وقال:
خير إن شاء الله العيان فيكم منو؟
أجابه محجوب:
والله زوجتي دي شاكية ليها كم يوم وتعبانة.. كدي خليها براها توصّف شكايتا..
ثم أضاف في تباسط: المرة دي جننتني بكترة الشكية يا دكتور.. عليك الله الليلة أقطع ليها الوهم ده من راسا.
لم يعلق دكتور (خليفة) على الجزء الأخير من حديث الرجل بل التفت للمرأة ببرود وسألها عن ما تشتكي منه، فبدأت تحكي وقالت:
ما عارفة يا دكتور.. زي الحاسة لي بي ملاريا.. جسمي مكسّر وعندي طمام شديد وحمى ووجع راس....
قبل أن تسترسل (مريم) في الحديث قاطعها الدكتور بفظاظة وزهج:
انتي مادام عارفة روحك عندك شنو وشخصتي حالتك.. جاية تعملي عندي شنو؟!!
أحست (مريم) وكأن دشا باردا يخترق صمغة دماغها، بينما سحب الدكتور دفتر من أمامه وبدأ في الكتابة.. مدّ الورقة لـ (مريم) وهو يقول:
كدي أمشي أعملي لي الفحوصات دي في الأول وبعدين تعالي نتكلم
أمسكت (مريم) بالورقة ثم ضمتها لـ (الكرت) وبقية أوراق المقابلة، ثم شقتها إلى نصفين والقت بها إلى الأرض ثم قامت واقفة..
وقف الدكتور في حرج وقال: ليه كده ؟ ووقف (محجوب) متنازعا في حيرة بين مناصرة زوجته والخروج معها، وبين أن يهدي الجو حرصا على (القروش المتلتلة) التي دفعها مقابل حق الكشف.. والتي يبدو أن (مريم) لا تهتم لها لأنو (ما ضاربا فوقا حجر دقش).. وقبل أن يحسم أمره عفاه الدكتور من الحرج عندما اعتذر من زوجته قائلا:
معليش.. أنا آسف لو زعلتك.. كدي اقعدي يا مدام
فقالت (مريم) بحسم:
أنا الآسفة يا دكتور ما حا أقدر أقعد.. العلاج نفسيات عشان كده انت ما حا تقدر تعالجني!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rabea.sudanforums.net
 
عمود صحفي اعجبني جداً
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عمود صحفي اعجبني جداً
» عمود صحفي اعجبني جداً
» عمود صحفي اعجبني جداً
» عمود صحفي اعجبني جداً
» عمود صحفي اعجبني جداً

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مــــــنــتـــــدى الحـســن ودضـــبـعه- سـيـد محــــكـــر الديـــوان  :: أقســــــــام المـنـتدى :: المـنــتـدى الثــــــقـــافـــي-
انتقل الى: