بالمنطق
في أول مباراة (رسمية) لكاتب هذه السطور- باستاد حلفا- أحرز هدفاً أطار (الغبار) من الشبكة..
وعقب انتهاء المباراة بالهدف هذا حُمل (جالب النصر) على الأعناق وحظى بعشاء دسم أعقبته (تحلية) كان يحبها كثيراً وهي زبادي بالباسطة والهريسة بحلواني «الخيرات»..
ورغم الإحتفائية هذه كلها بصاحب الهدف المذكور إلا أنه- في قرارة نفسه- كان يدرك قصر عمر النجومية التي نالها بين عشية وضحاها..
فهو ليس لاعباً (موهوباً) ولكنه (آلة بشرية) تجري وتصوب الكرة بقوة حسب مقتضيات (الإندفاع)..
وانطفأ بريق النجومية هذه- بالفعل- بعد مباريتين تاليتين (خبطت) تصويبته الوحيدة رجل الراية في الأولى، وعبرت سور الملعب الشمالي في الثانية..
وللسبب هذا فهو أفضل من يشخِّص (حالات) البعض من لاعبي المريخ لجهة ما إن كانوا (موهوبين) أم هم محض (آلات بشرية) تجري وتصوب كيفما اتفق..
ومن اللاعبين الذين كان يتساءل صاحب هذه الزاوية عن السبب في تمسك إدارة نادي المريخ بهم موسى الزومة وبلة جابر وبدر الدين قلق..
وعوضاً عن أن (يلحق) موسى وبله بقلق- شطباً- إذا بكاتب هذه السطور يُفاجأ بضم اثنين من (العيار) ذاته إلى الفريق وهما أمير كمال وسليماني (البورندي)..
وإن كان الثاني (المحترف) هذا لا يجيد سوى (البرطعة) فإن الأول- أي أمير- هو (أغرب) لاعب مريخ أراه في حياتي..
فهو لا يحسن أن يلعب تمريرة واحدة صحيحة (بالغلط) وإن ظل داخل الملعب حصتين كاملتين بدقائهما التسعين..
ثم إنه ينافس كلاً من موسى الزومة وبله جابر في العكسيات (الطائشة) أمام مرمى الخصم..
وقبل مواجهة المريخ (الفضائحية) الأخيرة مع ليوبولو الأنجولي ضمتني جلسة (كروية) مع الزملاء الأساتذة محمد الحسن أحمد ومعتصم أوشي وهساي أبديت فيها تشاؤمي من إمكان تحقيق الأحمر نصراً يكفل له الصعود إلى المرحلة التالية..
وحين ذكرَّني هساي بأن المريخ يحتاج إلى هدف يتيم قلت له: (ولو)..
فما الذي يضمن عدم تلقي شباكه أهدافاً مع وجود أمثال الزومة وجابر وأمير كمال؟!..
ومصيبة المريخ- كما ذكرت من قبل- هي في لاعبيه وليس في إدارته أو جهازه الفني..
فكثير من لاعبي المريخ- اليوم- لا (يشبهون) المريخ أصلاً..
وإن كان للإدارة ضلع في المصيبة هذه فهي تتمثل في عدم التخلص من هؤلاء- بالتشاور مع الجهاز الفني- بدلاً من التفريط في ليما وادكو وسكواها..
وكثير من صحفييِّ المريخ يتحملون جانباً من المسؤولية كذلك..
فهم دائماً ما يصوبون سهام نقدهم نحو المدربين الأجانب عوضاً عن تصويبها نحو النفر من (أشباه) اللاعبين هؤلاء..
بل وسكب بعضهم مداداً غزيراً- قبيل اللقاء الكارثي- يطالب بضرورة اشراك الزومة وجابر وأمير..
وحين تم لزملائنا المعنيين ما أرادوا لم (يخذل) اللاعبون هؤلاء (توقعاتنا) أبداً..
فأمير كمال لم تخرج من قدمه تمريرة واحدة صحيحة حتى نهاية المباراة..
وبله جابر لم يدع (عادته) في العكسيات (السخيفة) على حساب واجباته الدفاعية..
وموسى الزومة نافس زميله بله في العكسيات المشاترة مع التسبب في هدف ريكارتيفو الأول..
ومن أجل ذلك فإن كاتب هذه السطور يمتنع- للمرة الأولى في حياته- عن تشجيع المريخ ما دام أمثال اللعيبة هؤلاء باقين في صفوفه..
بمثلما امتنع- من قبل- عن مزاولة نشاطه كلاعب (رسمي) بأمر المدرب (الشاطر)..
رغم أنه- أي صاحب هذه الزاوية- كان أفضل مليون مرة من الزومة وجابر وأمير الآن!!!