صلاح الدين عووضة
يا هووو..!!!
* ومفردة عنوان كلمتنا اليوم ليس المقصود منها موقع (ياهو) الإلكتروني الشهير وإن كان ثمة وجه شبه بينهما من حيث البحث والتقصي..
* فمن مشاغبات الطفولة التي ندمنا عليها بعد أن كبرنا أننا كنا نضع حافظة نقود محشوة ورقاً على قارعة الطريق المؤدي إلى السوق ثم نجلس بعيداً تحت ظل شجرة من الأشجار..
* فإذا ما قدم شخص وانحنى لأخذ (المحفظة) هذه صحنا بصوت واحد: (يآهوو، يآهوو!!)..
* أما ما كان يفعله الـ(ياهو) هذا بعد ذلك فهو شعوره بخجل ينم عنه إسراعه الخطى وهو يقذف بـ(المحفظة) بعيداً وراء ظهره..
* وإذ يعج زماننا هذا بـ(ياهووين)- «جد جد»- فكم كنا بريئين آنذاك ونحن نظن أن (أداة بحثنا) تلك قد (قبضت) على من يستحق أن نصيح إزاء (فعله): (يا هوو، يا هوو!!)..
* وكم كانوا بريئين- كذلك- أصحاب (الفعل) هذا وهم يحسبونه (شروعاً) في أخذ ما هو ليس ملكاً لهم..
* وشقاوة الصبا هذه تذكرتها البارحة وأنا أتجاوز بسيارتي واحدة تلِّوح ليّ بذراع (شبه عارية) وكل (بودر!!) العالم و (كريماته) على وجهها..
* فمن الحكمة (برضو) تجنُّب كل ما من شأنه أن يقود إلى إتهام بـ(الشروع)- و (لا مؤاخذة)- ولو كانت طالبة التوصيل في عمر تلك التي ما زالت تصر على أنها (شحرورة) وليست (غراباً)..
* ثم حاذتني فارهة- عند أول (استوب)- فإذا بالتي (لا تغباني) تجلس بجوار السائق وهي تصلح من (مكياجها) بوضع مزيد من (البودرة)!! على وجهها..
* أما السائق نفسه فقد عرفته من (كثرة طلته!!) وإن كنت لا أستطيع ذكر اسمه حتى لا يقفز الاتهام إلى خانة (الولوغ)- وليس فقط الشروع- في (إشانة السمعة)..
* ورغم أن المقام مقام (يا هوو)- بإمتياز- إلا أنني غلَّبت حسن النية وقلت في سري: (لعله يبتغي أجر فضل الظهر دونما نظر إلى الأعمار والأشكال والأزياء)..
* (يعني بالدراجي كده)؛ ليس عنده (قشة مرة!!)..
* ثم لعله الآن يشركها معه في سماع تلاوة كريمة من مذياع (دبدوبه!!) اللامع البياض..
* أو ربما يعطيها دروساً حول ضرورة الإلتزام بضوابط الحشمة (الشرعية) لعلها تصلح أن تكون الزوجة (الرابعة!!) له..
* أو قد يكون (التقطها) من الشارع- كما كان يفعل متلقطو محفظتنا تلك- كيما (ينقذها) من براثن كاتب هذه السطور (العلماني) وقد عرفه من صورته التي تنشر فوق زاويته (الفاجرة!!)..
* ورغم أن الاحتمالات هذه كلها واردة إلا أن صاحبنا قد أضاع- حسب رأينا- فرصةً تاريخيةً بعد أن لمح كاتب هذه السطور..
* فقد كان يتوجب عليه أن يترك صاحب هذه الزاوية (يشرع) في (الإلتقاط) ثم يذيقه من الكأس ذاتها التي أذاق منها (الملتقطين) أولئك وهو صغير..
* أي أن يصيح بأعلى صوته (الأجش!!): (يآهوو، يآهوو!!!!!).