حاجه فيك / هاشم صديق
حاجة فيك تقطع نفس خيل القصائد
تشبه اجراس المعابد
توهتني .. جننتني .. تعبتني ..
وبرضو ادتني السلام
حاجة فيك شرف المدائن ..
في غرف كل السفائن
جوه في عمق المدائن والعيون
حاجة زي ما تكون محلق في العواصف
فجأة تهبط للسكون
حاجة زي نقر الاصابع لما ترتاح للموسيقى
حاجة زي اخبار تناغم من جريدة
حاجة زي وتر المواني
لم يصدح زي سفينة
حاجة فيك
حاجة فيك لا بتنتهي ولا بتتنسي
خلتني ارجع للقلم اتحدى بالحرف الالم
واضحك مع الزمن العريض
وافتح متاريس الطريق
واعرف متين ابقى المطر
واصحى متين اصبح حريق
حاجة فيك
***************************
لا ... لا ... لا ... لا ...... لا
لا تنبش الماضىالبعيد الم تكن
يوما لقلبى واقعا مجهـــولا
لا تنكأ الجرح القديم فإننى
و دعت ليلا مظلما و ثقيلا
وحملت روحى فى فواد نازف
ما زال يحمل نصفه مشلولا
وخلعت اثواب الحداد اما كفى
اذ صار قلبك فى الهوى ضليلا
............................
غدار دموعك ما تفيد
فى زول حواسو اتحجرت
جرب معاك كل السبل
وايديهو ليك ما قصرت
حطمت فى قلبو الامل
كل الامانى الخدرت
كلماتو ليك ضاعت عبس
لا قدمت .. لا اخرت
*************
ما كنا وكت الليل يضيع
تشرق نجومو وتنكتم
ويطل شعاع يكشف قناع
والظلمة ترحل تنهزم
وجفونا من طول السهر
تلبس وشاح فرقة والم
نستبشر اليوم الجديد
ونقول تعود انت العشم
كيف العشم وكتين يموت
والغصة تطعن فى الحلق
كيف الحنين وكتين يهز
لى زول بعيد ما بتلحق
كيف الرجوع لىزول قنع
شايل رماد(رفاة) قلبـو الحرق
سيب الندم وانسى الدموع
ما فات زمان ما بتلحق
غدار دموعك ما بتفيد
فى ظلمة ما بتعرف شعاع
اشباحة زى موج العدم
كسر المقاديف والقلاع
ونزلنا فى طوف الفشل
وابحرنا فى بحر الضياع
ونسينا ذكراك الزمان
عشناها فى زيف القناع
****************
يا ضُلنا المرسوم على رمل المسافة ...
وشاكي من طول الطريق ...
قول للبنية الخايفة من نار الحروف ...
تحرق بيوتات الفريق ... قول ليها ما تتخوفي
دي النسمة بتجيب الأمل ... والأمل بصبح رفيق
والأصلو في الجوف أندفن ... لا بتنسي لا بنمحي
لا بنتهي منو الحريق ...
يا ضلنا ...
**********
والفينا من أهات أليمة ... في حكاوينا القديمة
لا بيرحل من عيونا ... لا بتنعشاه الهزيمة
والقبيل راجينو نحن ... يوم تبشر بيهو غيمة
لما تمطر يوم علينا ... والفرح يملا المدينة
والبيوتات الحزينة ...
يا ضلنا ...
*******************
الصباح الباهي لونك ..
وضاحة يا فجر المشارق ..
غابة الأبنوس عيونك ..
يا بنية من خبز الفنادق ..
****
شيدت في جواي صوامع للفرح ..
وفتحت في دنياي مسارح للمرح ..
وبقيت لي سكة وعيون ..
لا قدرت اطولك شان أجيك ..
لا قدرت من غيرك أكون ..
وأنا بيك ماليني الكلام ..
حركت بيك عصب السكون ..
جلبت ليك الغيم رحط ..
طرزت ليك النيل زفاف ..
حرقت ليك الشوق بخور
وفرشت ليك الريد لحاف ..
****
لا السكة بيك بتنتهي ..
ولا معاك مليت طواف ..
ياريتني لو أقدر أكون ..
وضاحة يا فجر المشارق ..
الصباح الباهي لونك
يا بنية من خبز الفنادق ..
غابة الأبنوس عيونك .
**************
واقف براك والهم عصف ريحاً كسح زهرة صباك
ليلاً فتح شرفة وجع ..قمراً رحل فارق سماك
واقف براك...
واقف براك..
ومطر الحزن عاود هطل جدد عذاب الارصفه
ضي المصابيح البعيد أتعب عيونك وأنطفي
لي متين مواعيدك سراب والريد شقاء وحرقه وجفا
وواقف براك ..
بتعود وتلقي رجاكا زول حفظ الوداد زمناً صعب
والباقي في كل الغناء سيل الكتابه المانصب
والباقي من ليل الهوى عطر الصبابه الما انسكب
واقف براك...
والهم عصف ..
****************
عارفني منك .. عارفني منك .. عارفني منك ..
لا المسافة ولا الخيال يشغلنى منك
عارفني منك
*********
ببقى بعدك فى الأسى
وتبقى إنت الظالم .. القاسى .. النـِّسى
وغصب عنى أشيل ظنونى
وأقول عليك .. إنت المسامح
فوق شجونى
أعيش زمان بالفرقة جارح
وفى إحتمالى وبالى إنـّكْ
إنت سايق فينى ظنك
**********
تحرمنى منك
والمواعيد لا بتشيل منـّك .. تودِّى
لا الشجن قادر قادر يسوقنى عليك
.. أعدِّى
لا التحايا وىلا المشاعر الحيـّة
فى عمق الحنايا
لا رسالة تجينى منـّك
لا خبر طمنـِّى عنك
وإنت سايق فينى ظنك
رغم إنك .. إنت عارف
إنـّو منك .. لا الزمن يقدر يحول قلبى عنك
لا المسافة ولا الخيال يشغلنى منك
********
يا هوى الألم النعيم
خليك على الوعد القديم
وخلينى فى الشجن الأليم
وأبقى فى كل المداين
سكتى .. وسفرى الجحيم
تبقى أيه الدني من بعدك .. تكون
وأبقى أيه بعدك .. أكون؟
عارفنى منك .
*****************
عــدّى فـات .. زمـن العيون الإلفــة
والحـضـن الملاذ
ورهـافــة الحس البـلوّن .. ضـحكة النـاس العــزاز
بـعـد الحـنـان .. الكـان زمـان
إســتـوطـن المـطــر .. الحراز
**********
روّح زمــانى .. وفى رجــاك
قـاسـيـت مـرارة الإنـتـظـار .. فى ضـل شـبـابـيـك السـفـر
صـادقـت لـيلات الأمـاسى ..
الـتـايهة فى بحـر الأمانى بـتـنـتـظـــر
لـو يـوم طـيـوف لحظـك تمر
تعبر خيالاتك ... تـفــوت .. قـلـق المـواعـيـد ... الضّـجـر
سـهـر العـيـون ... الإحـتراز
إتـعـزز الـنــوم .. الخـــزاز ...
وإتمــدد الشــقا فى العـــمر
************
مـلّـيـت تـبـاريـح الجـراحات ... البـقـت بـعــدك أسـى ...
وزمــنــاً قـســــــا
وحـــالاً أســيـف
ومـشــيـت أفـتـش عـن خـطـاويـك الـقـبـيـل ..
مـضّــارى من زمـناً ..وراك
مـلانى خــوف
أشــتــقــت أرتـاح فى عـيـون
فـيـهـن مـلامحــك ذاتــا مــن غـير أىّ .. زيـف
وإشــتـقـت لى ضـحكة صـبـاحك ... والدعـاش ...
عـطّـر رزاز مـطـر الخـريف
أنا وإنـت والدنـيـا الزمـان
والناس وفـا .. وخـوّة صـفــا
ودفء المشاعر الشاتية .. صيف
أنا وإنت والدنيا الزمان
زمن الغناوى الطالعة من قلباً .. رضى
وحســّاً ... ندى ... وزوقاً ... رهيف
أنا وإنت والـدنيــا الأمــان
ما العمر شتّان ... بين أوان زمناً حييتو
وعمر ما بتقدر بتعرف ..
بكرة يصبح حالو .. كيف
*************
ياسر مكتوم فى جـوف أصداف
فـتـشـت عليك بقـليب نزّاف
لا خـبـيـر يـهـدى ... لا دليل وصّاف
************
ياسر مكتوم فى جوف أصداف
راجـياها الريح ... وكتين ما تطــل
على موجة تمرجح زهرة فـــل
وتشيلا تروح ... والدنيا تنوح
على قمراً مات فى مطر الليل
يتّم نجمات بكاها السيل
*************
يا سر مكتوم فى جوف أصداف
الريح القاسية عنيدة .. تمام
طـفــت الـقـنديل .. الكان مـقـدوح من دمع الليل
رمت القُـنديل الكان نديان فى جــرف النيل
رسمت أحزان .. وسؤال حيران .. فى عيون أيتام
***************
يا عمر مرسوم فى كف أقدار
يا خطايا الطال بيها .. المشوار
ياليل مشتاق لى دفقة نور
ياظلمة تبكى .. حتى البلور
ياموجة تعاند فى التيار ...
يا خطايا الطال بيها المشوار......
*******************
نكر صوتك صداك
غالطني الزمن فيك
شهرت على الجفاف وعدك
بطاقاتنا الخريفية
رجع فاضي الكلام مليان
معاك أتبرجت غيمة
وشهق جوايـا
صوت جدول
مرقت على المطر حفيان
لقيتك والرزاز مدخل
وناديتك :أقيفى معاى
نشيل كتف الغنا الميّل
ونتخيل
حلم دونك بيتحقق
وقبلك خيل دماى واقفة على
شريانى .. تتشهق
وعرف صوتك .. صداك غنيتى
رشحت حلقك لى إذاعات الشجر
والمنتظر من عودة المدعو المطر
والمسادير .. والطنابير
واللسة فى رحم القصيد
والدابو حسّ فى سوق عكاظ
بين مزادات الحروف
غيبت رسمك .. وإحتكرتك
لى الظروف
للزمان الجايى .. واللحظة اللى
فاتت منى هسة
يا واقفة بين جرح السحاب
وبين شهقة الأرض البكر
ما كان ده ريد
كان إحتمال تغيير قوانين حركتك
ما بين حديثنا.. ولحظة
الفعل الحقيقى
وإنتباهك إنتى للشارع البيرجع
تانى لى نقطة بدايتو
وإنحيازك إنتى للشارع البيرشح
فى مسام رمل التوقع
وما أتعرف قانون نهايتو
غايتو أمشى فى الدرب البطابق
فيهو خطوة صوت حوافرك
يا فرس كل القبيلة .. تلجموا
يكسر قناعاته ويفر .. يسكن
مع البدو .. فى الخلا
ما يرضى غير الريح
تجادلو وتقنعوا
........
إفترضتك لون أساسي
يمنح اللوحة إزدواجية القراية
ويفتح الضو
بين خطوط الريشة ..
والخط الإضافى .. الجايى
من شبكية الزول البشاهد
وإكتشفنا الرسمك وأنا
وبرضو التوارد فى الخواطر
ونفس أرقام التذاكر
البيها سافرنا وشهدنا
إنفجارك فى الأرض
يا سمرا يا واضحة
ما غنيت يوم جيتك .. صدفة
ما ظنيت يوم جيتك صدفة
قبل أبداك كان غصنك .. بشـّر
يوم ما كان إحساسك مسرى
عرج غيمك فينى .. ومطّر
لحظة طار عصفور من صدرك
رتب فينا إحساس بالإلفة
ودوزن عصب الزمن الأشتر
وإتوكلت عليكى .. وقلت
المارق منك داخل جرح الوردة
وراسم فوقا غناوى الطل
المارق منك
رجع للغابات الزنج الهاربة
وللعتمور العرب العاربة
وأدى الكون مفتاح الحل
المارق منك
شادد عصب الورقة .. وحرفى
وراصد فى اللاّ وعى سكونو
مواعيد صحوه .. وحلمو ولونو
شارى يقينك فى ظنى
سارق لحظة إنى أفكر
المارق منك
مارق منك .. أو .. منى
او مت شهيد ..
***************
ما تتضارى ورا الدعوات
وما تتلبسي فرح الفات
يسكن فيك النغم الزايف
ويسرق حاسة شوفنا الواقفة
على رجلين جوانا
نحن الهاوية .. والمتطامن
من الأرض
آه من نحلك ساعة يرحل
ولمن يكتب فينا الحنضل
ويختم عمرو بفعل الشهد
قال الجدول :
طلوع النخلة .. مرور
الريح .. واحد
لكن الريح بعانق حقل
ونحن بنطلع نخلة .. وننزل
ونكتب فى ذاكرة الصفق الأخضر
سجنا الريح فى الورق الأبيض
وجهناها ضد التمر الناعس
يسقط زى قبعة الحارس
زى الكان بيناتنا ..و فات
قالت غيمة :
( بين قوسين غيمة لئيمة )
أولاد الشارع فهرس لى كل المدن
التهرس جوفك بالأسمنت
قالت ريح :
شوف الناس قنديل
لو ما نور يحرق كوخ ..
وباقى الحلة تنور
أو يتفجر جوخا وينزل بوخ
يقول للنسمة الزايفة .. أقيفى
لو تتفرد ريح .. تتشرد ريح ..
ريح الخوف
لو تتفرد ريح تبدا تفرتق
ضفاير المدن الكاذبة
تعيد تسريحتك
يوم سمايتك .. شكل قامتك
كيف تموتى .. وتحيى تانى
ويوم قيامتك .. هو البيدينا الثبات
يا مجلوبة فى قافلة رق
ما بستحمل صدرك رصاصة ظلم
يا صابت رحم الفال
يا قطعت حبل الحلم
يا كنا نبيعك .. يا نسرق
إخترنا النار .. الضلها يحرق
طمنـّاك إنو الدنيا بخشها ضو
يجرح جلد العتمة
دم الليل قربان فجرك
يا بت يا نيل
لو نامت قمحة على
الأرض وإتشرت زيو
وزاد الأبيض فى غيو
ومدد رجلو اليسرى
ما كان الكسرة .. جاتك من برة
صفرا .. ومنكسرة
زوجناك الشهدا وِلاد الكد
الماتو عشان الشعب
زوجناك ما عندك ضرة
زوجناك ما جاتك ضرة
وما إنشاف ماعونك فى
الحلة يساسق
ويلقى فتات
قال الأبيض لى الأزرق:
يبقى ضد الإنتباه
وضد تواريخ التمازج بينى .. بينك
ما البشوفك فى مراهقة الخرائط
وفينا من وجع المسافرين واطه .. ما لاقت هوية
رد الأزرق:
مطر الحبش لو كان نبش
جواك سقف
و هد حيلك فى الدواخل
وشدّ عصبك فى المداخل
صوت مراكبى
وإيد بتسأل فى القمح
وفينا من فرح المسافرين
قصة الشمس .. القضية
يا أعشاب النيل الأبيض
ما تتضارى ورا الدعوات
ما تتلبسى فرح الفات
أقرا تاريخك .. وأخاف
أسأل جبين الفجر .. ألقى
الفجر مطعون فى القفا
هل سافرت فى دمك المحقون
رجا حبة غضب
ما شلنا جمرك .. وإنطفا
جوانا نارك .. والمطر
جايين بالكتابة ..
وضربة الناس المهابة
لو هز نخلك باشبزق
ما فارغت تمر السبيط
وما ساور الطورية شك
إنو الأرض أنثى .. وبتحمل بالحلال
مين اللى قال
إنو المسافة البينا بين الشمس طاقة
أو مياه النيل
بتدخل فى عروق السنبلة
المسقية بى عرق الجعانين ..
والمساهرين بالبطاقة
أقرى تاريخك .. وأقيف
جواكى .. والزمن النضيف
جواى .. من جواك غضب
سلم مفاتيح السؤال
جيل الشمس .. موكب حريق
واقف على باب الدخول
بيناتو بينات الوصول ..
لحظة شهيق
********************
بين سجن وبيت اشباح
وعطالة ودم مباح
ومزلة تودى الغربة
والغربة جراحة جراح
والحل فى بلدك زاتة
تتحدى سلاح بسلاح
تهزم خفاش العتمة
ويغسل سودانا صباح
الخمج الماحق سوقنا
من بعض وفا المحتاج
والعبرة الرابطة حلوقنا
من فيض كاس الدجال
الوهم الداير يسوقنا
اصبح مفضوح الحال
ما فضل الا مروقنا
وبسلاحنا نعدل الحال
بسلاحنا نعدل المال
يا غضبة نيلنا الطامح
وكتين يكسح طوفان
يا سيل الشعب الجامح
فى الثورة بعد عصيان
يا ضراع الولد الجارح
بسلاحك فى المليان
الكى للالم الناتح
والعبرة لكل غبيان
***************
لمحتك
قلت بر آمن ..بديت أحلم
ألملم قدرتى الباقية
وأشد ساعد على المجداف
تلوّح لى .. مدن عينيك
وترفع لى منارة بسمتك .. سارية
وبديت أحلم
***********
كل ما الريح .. تطارد الموج
أزيد إصرار وأحلف بيك
أغير سكة التيار
وأقول يا إنتى .. يا أغرق
الوح لى مدن عينيك تلوح لى
أخاف الضفة ترجع
بيك قبل الحق
أخاف غيم المنى الشايل
تسوقو الريح .. ويتفرق
اخاف واخاف ..
وأشد ساعد على المجداف
وأجيك بى قدرتى الباقية
حطام إنسان..
موسّم بى شقا الدنيا
ومقسّم قلبو فى الأحزان
وأجيك فنان..
أشد أوتارى .. وأحكيلك
حكاية إنسان ..
وهب لى سكتك نفسو
ورسم صورتك على حسّو
وربط ساعد على المجداف
وقال يا إنتى يا أغرق
أخاف الضفة ترجع بيك ..
قَبـُل ألحق
أخاف غيم المنى الشايل
تسوقو الريح وإتفرق
وألاقيك يا أمانى سراب
مواهبى عليهو تتدفـّق
اخاف واخاف
*****************
ما معنى أن نحيا .. ولا ندرى
بأن العشق قد يبقى سجيناً فى الخلايا
ما معنى أن نشهد موات الأغنيات
ما معنى هذا الصمت الذى لا ينتهى
وبرغم حوجتنا الصراخ
هل يختفى الظل الذى لا ينتمى
إلا لمعرفتى وجهلى
وهل نودع بعضنا ونذهب فى سراب الذكريات
كيف تبدو الذكريات
كيف يبدو طعم أيام الشجن
من يعلم ذكريات كل أشكال التداعى ..
والرحيل المر دوماً
حين يختلط المدى بالمآسى .. والمخاوف
وأحتراق الأمنيات
تعِبٌ هو البرق الذى لا يضيءُ أقبية الخبايا
لا ينتمى للسحبِ ..
والعشبُ الذى لا يرتوى
إلاّ بطعمك يا عصيراً من خليط الدهشةِ الأولى
وأحتراق الأغنيات
***************
الشاعر مدني النخلي كتب هذه القصيدة ولم يتم الراحل مصطفى تلحينها.. ورحل قبل ان يتغنى بها:
منو البفتح صباح البوح
ويلملم صوتك المجروح
على شرفة قماري تنوح
ويغني عديله للجايات؟
أسف لو دون مداك شايف
شظف عيشك ولا تخمة رحيل زايف
وقار صمت الكلام المر.. ولا وعد الغنا الهايف
ردمت الهوة بيناتنا وفي بدء الكلام يادوب
أنا العريت.. قواميس الكلام غنيت
لا قبلك ولا بعدك عشق يمخر عباب الهم
ويجاوبك بالقصيد النم
أسائلك كيف ووين نتلم؟
الى ما يلفظك حلمك
يقبل فيك شقاك وينجم
عشم فيك
من عشم فيّ
يمازجنا التقاء الدم
ويادوب الطشاش حلمك
ندهني طشاش
اداريك من سموم تلفح
أتاريك.. غيمه جات ترمح
الى ما تنزحي وأنزح
نقوم من ضو يفج المشهد الزاهي
سكون الكون يطل باهي
يلاقي الشارع الفارع
ناسو الفي الحياه تصارع
تزيد الهوه بيناتنا
ولا عاد الرصيف ضاراي
ولا شقشق صباح مرساك
ونادى للفرح ناداي
ندهتك هل
غشاك الطل
جفاف زهر العمر ينبل
عذرتك لو يساورك شك
إذا انسدت مداخل الحل
متى انهزمت بشاراتك
وايقاع الزمن اختل
على لوحه شروق الفال
يزف وردك صباح الطل
على شرفة قماري تنوح
تغني عديله للجايات
..............................................
من أين استمد مصطفى سيد احمد خيال ألحانه؟
السلم الخماسي متهم بأنه قامع الخيال.. بينما أعاد مصطفى سيد أحمد -الذي يلحن أغنياته بمفرده- الخيال إلى الموسيقى السودانية، فبامكانه تلحين مقال صحفي في جريدة سيارة.. وشهدنا كثير من القصائد العصية وهي تخرج متأودة من بين أوتاره.. واستطاع ترجمة القصائد إلى ألحان سهلة يحفظها الناس.. ترى من أين استقى هذا الحس الممايز للمألوف في موسيقانا ذات البعد الأفقي..؟
الموسيقار أنس العاقب يقول في ذلك:
مصطفى سيد أحمد بفهمه للنص وانتمائه لقضايا الوطن، زائداً حسه الموسيقي الذي صقلته مرحلة المرض والاغتراب جعلته أكثر رهافة، فتجاربه اللحنية تستصحب معها شيء من الشجن والأمل والحزن والتحدي والتفاؤل..واستطاع مصطفى أن يلحن قصائد صعبة التركيب أو مغلفة بالغموض وأوصلها عبر ألحان جميلة للجمهور، وفي بعض ألحانه مثل «عم عبد الرحيم» استخدم الدراما الموسيقية، اضافة إلى صوته المتميز والعميق.. مما أعطاه عمق أكبر في التعبير.. أنا كموسيقي أصنف ألحان مصطفى بأنها من السهل الممتنع لأنه أراد التعبير عن واقع معقد بأسلوب بسيط، ولذلك لم يلجأ إلى التعقيد في الموسيقى ولا في الغناء، وإن كان الكثيرون يصفونه بأنه غناء صفوي، لكن بالعكس فغناء مصطفى كان للجميع وهذا سر جاذبية ألحانه
.................................
بعدما مات (اخر شعاع)
النخلي: لم استطع وصف فجيعتي في مصطفى شعرا
مصطفى سيد أحمد استطاع بما قدمه خلال عمره الفني القصير من ابداع غنائي أن يرسم اسمه وأعماله بازميل الخلود على صخر الفن السوداني الحديث.. حلق مصطفى في فضاءات لحنية جديدة، وأوجد أرضية صلبة للون من الغناء فريد.. كان هو حادي ركبه ومجدده، إن جاز لنا الوصف، تربع مصطفى على عرش الأغنية الحديثة ولم يسعفه جسده الواهن من اكمال مشواره الحداثي الذي نراه نحن بكل عمق هذه التجربة، ويراه هو بأنه لا زال يلزمه المزيد..
تحدث عنه الكثيرون، ووصفوه بعبارات تجدوها في غير هذا المكان، ومع مرور ذكرى رحيله العاشرة، نلتقي في هذه المساحة مع الشاعر مدني النخلي كواحد من أقرب الناس إلى الراحل مصطفى خاصة في أيامه الأخيرة..
* المعرفة بينك ومصطفى سيد أحمد منذ متى بدأت..؟
- بدأت منذ أوائل الثمانينات وكنا أصدقاء وبيننا اتصالات ورسائل وأنا معجب به حينها أيما اعجاب.. باصراره العجيب لايجاد مفردة جديدة، وفضاء جديد للحن.. بفهمه الخاص.. وكانت الأوركسترا تقصر عن ادراك ما يريده مصطفى.. وشهدت أنا بداية تأسيسه لأوركستراه الخاصة والتي بذل فيها من الجهد ما ينبئك وقتئذٍ أي نجاح ينشده هذا الرجل..
* وهل وجد التجاوب الذي يرجوه من بذل هذا الجهد..؟
- في البداية لا.. أنا أذكر أنه قدم ثلاث أعمال رفضتها لجنة النصوص باعتبارها لا تصلح أغنيات «يا ضلنا، عباد الشمس، عشم باكر» فالشكل الجديد للمفردة لم يجد القبول من اللجنة..
لكن بعد وقت وباصرار منه استطاع ايصال هذه الأعمال إلى الناس ووجدت رواجاً وسط مستمعيه في جلسات الاستماع، ومن ثم انتقل بها الى جمهوره في الحفلات..
* وأين كان يقف النخلي خلال هذه الفترة من علاقته الشعرية مع مصطفى؟
- «عشم باكر» كانت أول نص غنائي يجمعني به، واستمرت العلاقة بيننا في عدد آخر من الأعمال..
* ولم تلتقيه حتى ذلك الوقت..؟
- التقيته في العام 1986م في أول زيارة له للدوحة، وأقام هناك عدد من الحفلات، لكنها لم تلق نجاحاً كبيراً.
* ما سبب قدومه للدوحة..؟
- كانت بوادر المرض بدأت في الظهور عليه، واحتاج لتغطية مصاريف العلاج.. ولكن حينما فشلت الحفلات في تغطية تلك التكاليف، عاد أدراجه إلى القاهرة، وبمعاونة أصدقائه هناك، سافر إلى موسكو طلباً للعلاج..
* وهل كنت متابعاً له خلال تلك الفترة..؟
- نعم الاتصال لم ينقطع بيننا، وفي أحد الأيام سمعت خبراً مفاده بأن مصطفى قد توفي، وحينما اتصلت لم أكن مصدقاً لذلك، فقابلت زوجته، ومنذ الوهلة الأولى في المكالمة أحسست أن مصطفى بخير..
* وماذا كانت ردة فعل مصطفى تجاه هذه الاشاعة..؟
- كان يعزي ذلك لجهات تناصبه العداء، لكنه لم يتخل عن روحه الجميلة، وأذكر حينها ممازحته لي قائلاً: «إن شاء الله عملتا لينا عزاء كويس»..
* مصطفى فنان صاحب رسالة.. إلى أي مدى لمست ذلك خلال علاقتك به..؟
- نعم مصطفى لا يغني كيما يسمعه الناس ويرددوا أغنياته ببغائية، بل هو لا يغنى إلا إذا اقتنع بأن هذه الأغنيات
مفيدة وبها من الأفكار والأحاسيس بل حتى الشكل الموسيقي ما يجعلها نافعة لهذا الجمهور المتلقي.
* أغنية «علمي عيوني السفر» سعى مصطفى سيد أحمد لتسيسها، ألم تعارض ذلك..؟
- هذه الأغنية كتبتها كنص عاطفي بحت.. فأصر مصطفى -وهو كما نعلم شاعر متمكن- على تغيير المقطع الأخير، وارتكز على ذلك بأن الأغنية أصلاً توحي بالسفر والرحيل والغياب، لذا فنهايتها رأى مصطفى أن يكون بها حلمه في العودة للوطن، وفق رؤيته لذلك لتكون أكثر التصاقاً بالوطن منه إلى حبيبه.. واقتنعت أنا بذلك..
* واستمر التعاون بينكما بعد ذلك..؟
تعاوني مع مصطفى استمر وجاءت أغنيات مثل «زمن الأسى المدود» و«ما بان عليك سفر العمر» و«أديني احساس بالأمل» و«اخر شعاع»..
* من بين جميع ما غناه لك مصطفى.. هل ينظر النخلي لمحطة بعينها كانت تمثل حالة خاصة..؟
- النصوص التي تغنى بها مصطفى كلها كانت منتقاة بعناية.. فمصطفى لا يجامل أبداً، لكن ربما أغنية «واقف براك» كان لها احساسها الخاص بالنسبة لي ولمصطفى، فقد أعطاها لحنا تحسه منسرباً من روحه، وحينما يغنيها تلمس كيف أنه يغني بكل جوارحه فيها..و..
* مقاطعة: مصطفى أيضاً عدل في مطلع هذه الأغنية حسب ما أعلم..؟
- نعم.. كان مطلع النص يقول: «واقف براي» وعدلها مصطفى «واقف براك» ورأى مصطفى أن عمق احساسك بالآخر، يؤثر فيه أكثر.
* بعد عودة مصطفى إلى القاهرة.. أصبح خط اليسار واضحاً في أغنياته.. كيف تنظر إلى ذلك..؟
- بعد عودته إلى القاهرة بدأت جهات حزبية عديدة في محاولة استقطابه، فنجاح تجربة مصطفى كانت تمثل كسباً لأية جهة ينضم إليها مصطفى.. لكن كان له رأي معين في أن لا أحد يجدر به الانتماء اليه سوى المواطن السوداني..و
* مقاطعة:
لكن أغنيات تلك الفترة ربما ارتبطت بشعراء اليسار أكثر من غيرهم..؟
- مصطفى لم يأخذ الشعراء بانتماءاتهم.. بل بإلتزامهم تجاه ما يعتقد..
* إذن كان اعتقاده يسارياً..؟
- لم يصرح مصطفى قط بذلك ولم يدر يوماً بيننا حديث ووجدته فيه مؤطراً لنفسه مع جهة معينة.. لكن التزامه تجاه الوطن والمواطن ربما ثقافة اليسار كانت الأقرب لما يؤمن به، من مساواة واهتمام بالبسطاء من أبناء الشعب السوداني..
* قبيل رجوع مصطفى للدوحة مرة أخرى هناك همس بأنه قد تناول دواءاً مغلوطاً بالقاهرة.. ما مدى صحة ذلك..؟
- وردتنا أخبار عن تدهور حالته الصحة بالقاهرة.. واتصلنا به فأخبرنا بأنه ربما تناول دواءاً كان يجب أن يعمل على تثبيط المناعة ضد الكلية المزروعة له، لكن لا يظنه فعل ذلك.. وأيضاً ربما كان لاجهاده الشديد في تسجيل أغنياته أثر بالغ في تدهور حالته الصحية..
* ألم تتأكدوا من صحة ذلك بعد رجوعه الى الدوحة واجراء الفحوصات..؟
- بعد ثلاث أيام من وصوله الدوحة أصيب باغماء وحينما نقلناه إلى المستشفى، كانت الكلية المزروعة غير مناسبة تماماً للجسم حسبما أفاد الأطباء، فاجريت له جراحة لاستئصالها.. وذلك يدل على عدم جدوى العلاج الذي أخذه بالقاهرة..
* حينما بدأ مصطفى رحلته مع غسيل الكلى.. كيف كانت حالته النفسية..؟
- مصطفى رجل لا يخشى المرض أو حتى الموت.. كان مؤمناً بأن لكل أجل كتاب، وأحس بدنو أجله، لكن كل همه كان ينصب في انتاج المزيد من الأغنيات.. فشهدت تلك الفترة نشاطاً محموماً في انتاج مصطفى للأغنيات..
* ألم تؤثر غزارة الانتاج على جودة الأعمال..؟
- اطلاقاً.. مصطفى كان مبدعاً، ولا أعتقد أن للطاقة الابداعية مدى معين، ينضب بعده معينها..
* وكيف كان يستعين على كل هذه التكاليف من غسيل واقامة بالمستشفى، ومن بعد ذلك سكنه الذي أقام به..؟
-كانت هناك فكرة لزراعة كلية جديدة له.. وقبل دراسة ذلك علمياً، بدأت حملة لجمع التبرعات، وحينها وصل خبر للسعودية للأخ صلاح ادريس، وأذكر أنه سلم الفنان محمد وردي مبلغ «13» ألف دولار وارسل المبلغ للدوحة..
وبعد ذلك تبين استحالة زراعة كلية أخرى جديدة لمصطفى..
* أهناك علاقة تربط بينه وصلاح ادريس، أم هي محاولة للاحتواء..؟
- لم تكن هناك علاقة مباشرة بينهما، لكن صلاح تعامل معه كمبدع سوداني وفي حاجة ماسة للمساعدة، خاصة بعد أن صادرت المستشفى جواز سفره نسبة لارتفاع المديونية عليه.. ولم يلتقيا قط إلا من خلال الهاتف، لذا فالاحتواء كان بعيداً عن هذا التصرف.
* وهل قبل مصطفى ذلك المبلغ..؟
- في بادئ الامر رفض، وقال لي : لا أستطيع أن أقبل نقوداً لا أعرف مصدرها، ولكن صلاح تحدث معه وأقنعه وبخلاف المبلغ الأول قام بارسال مبلغ آخر يفي بكل المديونية على مصطفى، ومصطفى باحساسه العالي احس بالحرج من ذلك.. وكنت أخبره بأننا جميعاً أخوة.. وقمنا منها باستئجار سكن جديد له، وقبل أن نسدد فاتورة المستشفى وافته المنية.. وتم اعفاؤه منها..
* ما هي آخر أعمال تعاونت فيها مع مصطفى..؟
- أغنية «القبلك فاتو» و«القمر المسافر» وهما أغنيات لحنهما قبل موته بوقت وجيز.. وهناك أغنية لم تكتمل وهي أغنية «صباح البوح» بدأ يدندن بها لكن المنية وافته قبل اتمامها..
* ومتى غنى مصطفى آخر مرة..؟
- ظل يغني حتى مات ومع اشتداد المرض كان يغني.. ولكن غناءه كان للتوثيق والتسجيل، أما الغناء للجمهور فقد أقام حفلين، رعتهما وزارة الثقافة القطرية، احدهما بفندق رمادا، والآخر بفندق شيراتون.. وفيه غنى مصطفى أغنية عازة في هواك مرتين.. وكأنه يحس بأنه حفله الأخير.. فأراد أن يغني فيه لعازة أكثر من مرة..
* كيف تلقيت خبر وفاته..؟
- قبل ذلك بيوم اتصل بي وأخبرني بأنه يريد مقابلتي.. وجئت اليه صباحاً لكن لظرف استدعائي من قبل جهة العمل لم استطع مقابلته.. وفي المساء ايضاً كان هناك اجتماعاً وكنت أسر في نفسي بأني سأذهب اليه عقب انتهائه، وقبل نهاية الاجتماع بُلغت بنبأ وفاته، وكانت الصدمة كبيرة جداً على نفسي، ولازلت موجوعاً الى الآن.
* لم يضمن النخلي ديوانه «واقف براك» قصيدة في رثاء مصطفى.. ما السبب، علماً بأن الديوان نشر عقب رحيل مصطفى..؟
- «واقف براك» احتوى على كل قصائدي التي غناها مصطفى وغيره من الفنانين، لكن رثاء مصطفى حتى الآن أنا لم استطعه تماماً.. وأنا كلما كتبت، وجدتني قاصراً عن وصف فجيعتي برحيله.. لذا لم أضمنه رثاءاً له..
* ختاماً.. إلى مدى تنظر لخلود تجربة مصطفى..؟
- مصطفى فنان بكل ما تحمل الكلمة من معان.. وستبقى تجربته وصموده عنواناً مكتوباً على صدر الوطن بالخط العريض.. وسوف تتناقل أغنياته الأجيال.. وهذا ما خطط له مصطفى خلال هذه المسيرة الطويلة من الجد والمثابرة.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
.................................................
هل فقد مصطفى سيد احمد بريقه؟؟
في جولة لنا في عدد من محلات الكاسيت، وبمناسبة الذكرى العاشرة لرحيله، تفاجأنا بأن مبيعات ألبوماته لم تكن بصورة مشجعة بالنسبة لأصحاب المحلات.. ويقول بعضهم أنه من النادر أن يأتي أحد يسأل عن تسجيل لمصطفى سيد أحمد.. وحتى ألبوماته الأخيرة لم تجد الصدى المتوقع لها.. ونحن هنا نتساءل.. بعد كل هذه الأعوام هل فقد مصطفى بريقه.. أم لا زال كما هو في وجداننا؟
طرحنا هذا التساؤل على الأستاذ الفنان سيف الجامعة الذي قال:
سوق الكاسيت بالذات ليس مرجعية أصلاً.. لأن يخضع لحسابات أخرى لها علاقة بالإعلان وتأثيره، ويخضع كذلك للظواهر الفنية، والساحة مليئة بالظواهر، لذا فهو لا يمثل حكماً مطلقاً على التجاوب مع الفنان.
المبادئ هي المبادئ وكذلك الأفكار، وتمر ظروف معينة وأيدولوجيات تؤثر في أزمان معينة.. وأفكار اليسار المتعلقة بالغناء يصعد نجمها حينما يكون هناك احتباس في قضية الحريات العامة، أو عندما يغفل المخطط الاقتصادي البعد الاجتماعي للشعب..
والآن البلد في مرحلة انفراج مما يجعل هذا النوع من الأعمال يخفت صوتها، ولكنها تبرز عند حدوث أية ضغوط، يتجدد التجاوب من جديد.. وفي حفلات الجامعات هناك اقبال على أغنيات الحرية والديمقراطية، والتي تعبر عن تطلعاتهم وأشواقهم، ويعلو صوت المغني في عصور الكبت، لكن الآن ومع التحولات التي جاءت مع تباشير السلام ووجود الحوار وقبول الآخر، نجد أن حتى مجتمع الطلاب بدأت تسوده لغة اللا عنف، والفنان الملتزم عليه أن ينادي بذلك، والغناء من أجل الوحدة هو تفجير لطاقة ابداعية هدفها اشاعة السلام والوحدة..
ومصطفى كفنان موجود في ضمير الشعب ولن يخفت بريقه فهو كخليل فرح والكاشف الذين خلدوا الى الآن في وجدان الشعب..وأتمنى أن تصبح ذكرى رحيله مناسبة نحاول فيها بعث الكثير من أغنياته التي لم تسمع حتى الآن، وأناشد كل أصدقائه والمهتمين بمحاولة نشر هذه الأغنيات، وأنا بدوري لدي العديد من الأعمال المشتركة معه أحرص علي تقديمها كلما سنحت الفرصة
................................................
قالوا عن مصطفى..
* (مصطفى لم يمت.. مصطفى قُتل!!).
- الشاعر محمد الحسن سالم حميد، متحدثاً عن مصطفى كمبدع تم اغتياله معنوياً، وعن أثر ذلك على رحيله الموجع
* (لو كان بلا قدرات لما استطاعت أية ماكينة مهما كانت قوتها الحصانية أن تروج له).
- د. بشرى الفاضل في رده على سؤال حول الآلة الإعلامية للحزب الشيوعي ودورها في تسويق مصطفى سيد أحمد.
* (أعتقد بأني لو رأيته لتفجرت في قلبي براكين من فن).
- الشاعر المصري حسن بيومي معلقاً على قصيدته «ثلاث ورقات من أشجار يحيى» والتي اجتزأ منها مصطفى مقطعاً وغناه وعرف باسم «عجاج البحر»..
* (يا له من رائع.. صوته يشبه موجة عريضة تطوف بكل حواف الكون ثم تتكسر الى ما لا نهاية).
- الموسيقار الاسترالي روس بولتر معبراً عن دهشته من صوت مصطفى حينما أسمعه صديقه الشاعر عفيف اسماعيل احدى تسجيلات مصطفى.
* (أحسست بصوته مغموساً في شجن متواصل كأن هناك حريقاً ألمّ بروحه.. انه يغني من القلب إلى القلب).
- الشاعرة وعازفة البيانو الإنجليزية شيلا.ج، وهي تصف ما اعتراها حينما استمعت الى مصطفى سيد أحمد وهو يغني «الشجن الأليم».
* ( حينما كان يخرج من غرفة غسيل الكلى بمستشفى حمد ليذهب إلى مسكنه مرهقاً.. كان يفرح وهو يجد الورود بانتظاره).
- الصحفي صلاح الباشا يحكي عن مثابرة مصطفى رغم المرض في انتاج أغنيات جديدة، واصفاً القصائد التي كانت تصل إلى مصطفى بصورة مكثفة «بالورود» التي تثير الفرح في نفسه
*************
السفر الأبيد.....
صلاح حاج سعيد
ماكنت قايل نفسى يوم
أرثيك يا أصدق خليل
أنا كنت بتخيّل أكون قبلك
أسافر غنوة فى الوتر الجميل
زى ما عبرت معاك صروف زمن المسافة
وجينا للى الحزن النبيل
أنا كنت داير الدنيا تمهلنا
ونغنى الفرحة لى الزمن الخرافى .. المستحيل
********
ورحلت ما كان ده الأوان
رحت وحرقت حشا الغنا
خليتنا لى الزمن الهوان
والإرتهان لى خيول زمان الشنشنة
*********
كل المطارات والموانى
وشفع البلد الفتارى
... لسة بارين القطارى
يسألوا الناس عن خبر زولاً
مسطّر إسمو فى قلوب العذارى
وفى عيون كل المساكين ... الحيارى
زول بيطلع من نفس طورية ضامة الطين
تكابد طول نهارا
زول بيسكن فى عيون أطفال
تأمّل ديمة يديها البشارة
ياخى والله الفرقة حارة
وفقدك أكبر من محيط الدنيا
وأكوانها ... ومدارا
*********
طليتنا زى حلماً جميل
فجأة فى غفلة أنسرق
أسطورة تحكى أمانى جيل
فى حب غناك كان ليهو حق
أديتو فى الدنيا الأمل
وريتو كيف فى الحق يقيف
من غير وجل أو إنبهار
علمتو بى حس النغم إنو الكلام
لازم يكون واضح كما شمس النهار
صدقك ملاهو حماس .. يقين
بالخير وبالحق .. والنضار والإفتخار
إنو الحبيبة هى الأرض
والتضحيات عشان عيونا هو الفرض
والدنيا ورّاثا الصغار
*********
وعرفنا يازول قسوة الضنا والتعب
والإرتحال فى غفلة الزمن الصعب
وقولة الوداع بالضبط
والسفر الأبيد من غير رجوع
أو غير متاع
وبكت عليك كل الشوارع فى المدينة
ناحت عليك كل الفواصل
... فى الغنيوات الرصينة
وإنكتم نبض الغنا
جلل سواد حزنك سنا
وإتوشح المنا بالضياع
وكان بدرى يازول الوداع
لا سكة لى درب الرجوع
بعدك أغانيك إلتياع
مسكونة بالأسى .. والخشوع
لكن بريقك ما خبا
أبداً بريقك ماهو ضاع
ساطع كما نور الشعاع
**********
منو قال هو فات
زولاً وهب كل الحياة للأغنيات
منو قال هو فات
ما أظنو زيّك يقولوا فات
يامن وهب كل الحياة للأغنيات
يا من ترك فى قلوبنا أنبل ذكريات
يا من ترك أحلامو فى كل الجهات
وخلّد معانى الروعة بى كل الصفات
ما أظنو زيّك يقولوا فات
يامن وهب كل الحياة للأغنيات
***********
ورحلت ما كان الأوان
رحت وحرقت حشا الغنا
خليتنا لى زمن الهوان
والإرتهان لى خيول حروف الشنشنة
*********
من بعد ما عز المزار
والليل سِها ** وملّت نجومو الإنتظار
والشوق شِرِب حزن المواويل
وإنجرح خاطر النهار
*********
وبقيت أعاين فى الوجوه
وأسأل عليك وسط الزحام .. قُبـّال أتوه
يمكن ألاقى البشبهك
ما الليل براح
والشوق .. تعالى بيندهك
*********
شايلاهو وين النيل معاك
عصفورة جنحاتا النجوم .. وأنا بى وراك
بسأل عليكى مدن .. مدن
وأعصر سلافة الليل .. حزن
بسأل عليك فى المنفى .. فى مرفا السفن
يمكن طيوفك أُخريات الليل تمر
تملا البراحات ..
لى الحزين طول العمر
********
ما نحنا بينا الأمنيات والتضحية
بينا المعزات .. والعذابات فى الحياة
بينا الهوى ..
إخلاص على قلب إنكوى
وكلام قديم
قلناهو آخر الليل .. سوا
إنو راح نتلاقى لو طال النوى
لكن كلامنا الكان .. وكان
خايف يكون شالو الهوا
**********
علمينى الإحتمال
وكيف أجاوب عن هواك
لما يغلبنى السؤال
لما يتأرجح منانا
بين مظنة وإحتمال
ما بحسِّـك دونك .. إنتى
ما الحقايق .. ما الظلال
والحرِف بِعرِفْ مداهو
حتى لو جفّ الخيال
علمينى الإحتمال
ونحنا كيف نقدر نقاوم
فى بلد ملّ الحِوار
صرخة بتموت فى المزارع
زيف مشتّت فى الشوارع
بين مداينّـا الكُتار
علمينى الإحتمال
ونحن كيف نقدر نقاوم
هجمة الزمن التتار
وكيف نحصِّل ومضة الأمل
البيشرِد كل مرة
وفى إنتظارى
إنتى والشوق فى المجرّة
برق خفّق من خدودك
ورعد يفتح لى حروفك
وغيث يخدر فى سهولك
علمينى الأحتمال
ونحن كيف نقدر نجمّع
لى ملامح الليل
بنوصل من مدار
علمينى الإحتمال
وكيف قواى تقدر تقاوم
فى بلد ملّيت صِفوفة
ولاّ أمشى على المزالِق
فى بلد نقرت دِفوفة
ولاّ أشيلِك وإحتِمالِك
إمّا أدّيك فى إحتمالى
يا أشيل منِّك ظروفك
ولاّ أرجّع ليك حروفِك
غنية تمرُق من جروفك
برجا هجعة ليل طيوفك
علمينى الإحتمال
ولاّ نتعاهد نواصِل ..
فى الدروب القاسية نمشى
وفرحة الأطفال نشوفة
ومضة تمحوها الظلال
ولا نتعاهد نواصل
ونظرة تغنيك عن سؤال
فى خيالك .. وغيم ظلالك
بين ظلالك واحتمالى
لمّا يتجاوب سؤالك
ترفع الأحزان ظروفة
وتنقر الأفراح دفوفة
لمّا نتقابل نحقّق
فى وجودى .. وفى وجودِك
أحلى شوفة
******
مكتوبة في الممشى العريض ...
شيلة خطوتك للبنية
مرسومة بالخط العنيد
في ذمة الحاضر وصية ...
شاهدة التواريخ والسير والإنتظار
أدوني من قبلك مناديل الوصول ..
وفردت أجنحة العشم
في ساحة الوطن البتول ..
وضحكت ما هماني شئ ..
وبكيت ولا هماني شئ
عندك وقفت من المشي ..
وغرقت في ضوء النهار
**********
كانوا بتمنوك لو ترتاحي لحظة على الدرب ..
حبوك حب قدر الحروف الحائمة في بطن الكتب ..
قدر الخيال ما مد يدو على السحب ..
كل خاطر قال بريدك
إلا ريدك كان رسول الدهشة في كل الديار ..
************
وأنا زي عوائد الشعر فارس شد خيل الكلمة ليك ..
مصلوب على ظهر البداية القالوا آخرا بين يديك
وصرخت يا مهون تهون شان أجيك
كان أصل يوم لحضورك
كت بريدك ومشتيهك
وأنكسر فيني الترجي
ونلت من سفري الخسار ..
*******
بس داير أقولك يا أصلية
لو تعب فينا التمني
وإنهتك وتر المغني ..
لو تسدي علينا طاقات البشائر
ينهزم يوم التجني
وأجيك لاهماني شئ
عندك وقفت من المشي
وغرقت في ضو النهار
**********
وبقيت أغني عليك
غناوي الحسرة والأسف الطويل
وعشان أجيب ليك الفرح
رضيان مشيت للمستحيل
ومعاك لي آخر المدى
فتينى يا هجعة مواعيدي القبيل
بعتيني لي حضن الأسى
وسبتيني للحزن النبيل
ومشيت معاك كل الخطاوى الممكنة
وبقدر عليها وبعرفها
أوفيت وما قصرت في حقك
ولا كان عرفه غيرك أصادفها
وقدر هواك يجيبني ليك
جمع قلوبنا وولفها
وكتين بقيتي معاي في أعماقي
في أعماق مشاعري المرهفة
لا منك ابتدت الظروف
لا بيك انتهت الأماني المترفه
ندمان أنا
ابداً وحاتك
عمري ما شلت الندم
ما اصلو حال الدنيا
تسرق منيه في لحظة عشم
وأنا عندي ليك كان الفرح
رغم احتمالي أساك
يا جرح الألم
كان خوفي منك
جاي من لهفة خطاك
على المواعيد الوهم
اهو نحن في الأخر سوا
باعنا الهوى
ماشين على سكة عدم
*******
حسنك بديع معدوم مثالك
حير قلوبنا وصف جمالك
يا بهجة يا فرح الحزين
آمنت زيك ما بكون
خطوك نغم يوحي الأغاني
تتهادى زي الناس مكانك
عليك قليل كلمة جميل
وصفك تحتار فيه المعاني
حسنك بديع معدوم مثالك
حير قلوبنا وصف جمالك
********
يا بهجة يا فرح الحزين
آمنت زيك ما بكون
أجمل عيون فيك شفتها
عيون المها مابتشبها
مني الكلام بيضيع دوام
قدامك ألقاهو إنتهى ...
حسنك بديع معدوم مثالك
حير قلوبنا وصف جمالك
أمرك مطاع أبداً يا زينه
إنتي الجمال والناس علينا
بسمك سنا ولفظك غنى
كم بيهو يا سمحة إنتشينا
حسنك بديع معدوم مثالك
حير قلوبنا وصف جمالك
***********
يا حزن الغنى ... صابرين
من بعد الضنى ... صابرين
على وعد المنى ... صابرين
برجاك يا وعد الحبيبة
بلقاك في الفرحة القريبة
بشراك يا أم الثنى ... صابرين
يا حزن الغنى ... صابرين ..
من بعد الضنى ... صابرين
على وعد المنى ... صابرين
******
لا ليل ولا حزن طايل
لا صد ولا دمع سايل
لا هم جاك يا أم نفايل
النيل فاض وإنحنا
نيلين وحزنك وحلمك أنا
فرعين شايلين جنى ... صابرين
ســـــــــــــلامات
عشرات حبابك ... سلامات
يسلم شبابك ... سلامات
شايل سحابك ... سلامات
القبلي شابك ... سلامات ..
وهواك هنا ... صابـــــــــرين
عاشقين ترابك ... سلامـــات
يا حزن الغنى … صابـــــــــرين
********
قلت ليها
إيدي في إيديها
دمعة حزن سالت
جاي منك وماشي ليك
يا مداين غربة طالت
لو مدارات نجمي ضلت
سكة السفر إستحالت
كوني في دربي الحقيقة
الدايمة ليها مشاعري مالت
******
قلت ليها ..
وكنت راجع لي عينيها
من أسى الزمن المسافر
في المشاوير العصيبه
من متاهات الأماسي
من متاهات الحزن
مضمناها وحبيبه
بيني لا بينك مسار
لا محطات إنتظار
لا مواعيد قريبة
إنتي يا الفرح الحقيقي
المستحيل
هدهدي الصبر الجميل
وأمسحي الألم المخيم
في مدارات الرحيل
******
قلت ليها
الحقيقة الضائعة
بين قلبي وعيونك
إني لا قادر أفوتك
لا أجيك
وإني عارف بدونك
أبقى كلمة حب تزف
البشرى في ساعة مجيك
وإنت عارفة ..
ياني أكثر زول بريدك
ياني صفوة عاشقيك
ياني أكثر زول بحبك ..
ولسه بحبك متيم ومبتلى ..
وريدك زادني حيرة على العلي
لا مراكب القدرة خبت قلبي عنك
وإنت لا قلبك نساني
ولا خلاني
وقلت ليها
*******
فتاح يا عليم .. رزاق يا كريم
صلى على عجل
هم هم .. همهمــــــــا
حصن للعباد ... وهوزز سبحتو
ودنقر للتراب .. هم فوق همهمة
صنقع للسما
وكان في الجو في غيم
وكم نجمات بُعاد
وكان الدنيا صيف
لا قالتلو كيف
كيف أصبحت كيف
لا لمسة حنان .. لا لمسة وداد
لا رمشة طريف من قلباً وفي
زي أيام زمان
أيام الدفي
وكانت ماها في .. كانت في المراح
شدتلو الحمار
تحلب في الغنم لي شاي الصباح
والطير ما نضم ... ما رسل نغم
عم عبد الرحيم أتوكل نزل
في المشرع لقى .. زملان الشقى
الجاء من الجريف .. الجاء من الجبل
عل الناس بخير
صبح هاظرم
نقنق ناقرم
غاظوه ونعل
وعم عبد الرحيم ما يخبر زعل
كل الناس هنا ما بتخبر زعل
تزعل من منو .. وتزعل في شِنو
كل الناس هنا .. كل الناس صحاب ..كل الناس أهل
والماهم قراب .. قربم العمل
الطاق اليطق عشت أبو الزمل
بالحالة العليك بالفال بالأمل
عم عبد الرحيم كُت فلاح في يوم
في أيدك تنوم .. على كيفك تقوم
لا دفتر حضور .. لا حصة فطور
تقرع بالقمر .. تزرع بالنجوم
لكن الزمن دوار لا بدوم
وعم عبد الرحيم ماشي على الشغل
في البال القديم
إتعارض تُكل
تنشايح جراح يا ........
كيف الغسل
الدِنيا أم صلاح .. تبدأ من التُكل
في حق الملاح .. في اللبس الجديد
في القص القديم .. وبيناتن عشم
في الفرج البعيد
أمونه الصباح قالتلو النعال
والطِرق إنهرن ..ما قالتلو جيب
شيلن يا الحبيب .. غشهن النقُلتي والترزي القريب
بس يا أم الحسن
طقهن لا بفيد
إنطقن زمن
وإنطق الزمن لازمك توب جديد
وبأياً تمن
غصباً للظروف والحال الحرن
شان يا أم الرحوم .. ما تنكسفي يوم
لو جارتنا جن .. مارقات لي صفاح
أو بيريك نجاح .. ده الواجب إذن
وإيه الدنيا غير .. لمت ناس في خير
أو ساعة حزن
عم عبد الرحيم يا حر
ات ماك حر
ياريت التمر ياريت لو يشيل كل تلات اشر
ولا أيام زمان كانت ما بتمر
كان ما جاك هوان وما لاقاك ضر
كان لا ضقتي ضيق لا اتغرغر صبر
لا شابيت غريق لا طوح فقر
وكان ما كان ... وكان اكسيكي در
والماهية أُف .. عيشة هاك وكُف
في هذا الزمن .. تُف يا دنيا تُف
يا العبد الشقي .. ما إتعود شكِي
لكن الكفاف فوقك مُنتكي
والسوق فيك يسوق ..حالك ما بتسر
إلا كمان في ناس فايتاك بالصبر
ساكنين بالإيجار لا طين لا تمر
واحدين بالإيجار ما لاقين جُحر
سلعتم الضراع والعرق اليخر
عمال المدن .. كلات المواني
الغبش التعاني
بحارة السفن .. حشاشة القِصون
لقاطة القطن .. الجالب الحُبال
الفِطن الفرن .. الشغلانتو نار
والجو كيف سُخن
فرقاً شتى بين .. ناساً عيشا دين
مجرورة وتجر
تقدح بالأجر .. ومرة بلا أجر
عيشن كم هو .. وديشن هانقدر
وناساً حاله زين
مصنع .. مصنعين
طين في طين وين
ما مرابه مُر
بارد همها .. لا يعرق جبين
لا وشاً يصُر
عين والله عين
كلها كمها .. وعزها هان قدر
في الجنة أم نعيم .. في الجنة أم قصُر
يا عبد الرحيم إلا وراء القبر
ويُلكز في الحُمار .. لا تسرح كُتر
فتاح يا عليم
وإن كان القفر يا عبد الرحيم
أشبه بالكفر
حيكومات تجي .. وحيكومات تغور
تحكُم بالحُجي .. بالدجل الكجُور
ومرة العسكري كسار الجبُور
يوم باسم النبي تحكمك القبور
تعرف يا صبي
مرة تلف تدور .. ولا تقول برِي
أو تحرق بخور
هِم يا الفنجري .. يالجرف الصبور
كل السمتو مات .. باقي على التمور
وأرضك راقدي بُور
لا تيراب وصل .. لا بابور يدور
ونقرط للحمار .. نقريطة الحمار
لا تنسى النعال
الطِرقي .. الخضار .. اللبس الجديد
تسريح السفر للماشي الصعيد .. ماشي الديش نفر
والبال إشتغل .. والبال إشتعل بالآبى ما يعيد
الحول ما إشتغل
الغُبن الشديد .. السابا ورحل
الضيق المحل .. والفرج القريب
الجاء وما وصل
زي الحال ده يوم لا كان لا حصل .. والبال إشتغل
السكة الحديد يا عمو القطر
يا عبد الرحيم قدامك قطر
وسال الدم مطر
وطارت دمعتين ..وإنشايح وتر
يا طاحن الخبر ما بين القضا ومرحاكة القدر
الشهدوا الدموم .. والدمع الهدر
إيدهم في التراب .. والعين في القطر
عارفين الحصل .. عارفين في حذر
الخبر اليقين بوّخ وإنتشر
أطفال القرى وعمال الحضر
أدوه الطيور ودنو البحر
إنصاعد سحاب وإندافق مطر
عم عبد الرحيم في الشارع عَصر
لي تاله اليسار متفادي الكجر
دورية الكجر .. عربية الكجر
جفلت الحمار وطوّح زي حجر
وعم عبد الرحيم إتلافا القطر
فتاح يا عليم .. سال الدم مطر
جرتق للتراب .. منشور بي كتاب
روشتة وجواب .. وماهية شهر
مفتاح آب غراب .. أورنيكين سهر
جنب لبدة حمار مقطوعين ضهر
عم عبد الرحيم يا كمين بشر
صحي الموت سلام
ما يغشاك شر
********
عينيك مدن منسية
في كتب التواريخ والزمن
عينيك وطن مشدود
على وتر التباريح والشجن
ممدود على حروف الكتابة
مكدود عنا ومكتول صبابة
فيه حطّ النيل سكن
*******
عينيك سفر مكتوب أعيش في غربته
واعشق عذابه وحرقته .. وليله الطويل
أتخيلك يا حلوة زي نسمة سحر
جيتي ومعاك حلمي المطول منتظر
وعدو الجميل
عشقك زمان جواي رحل
يتناها في الأعماق أمل
ضمخ رؤاي إحساس نبيل
أذهل طيوف خاطري القبيل
جاشت ملامح روعته
وضج السكون في وحشته
والكان أمل في عيوني لاح
زورق مدرات فرح الوهج النضير المزدهر
فجأة إنحصد قبضة رياح
وسكت الكلام يا حلوة في القول المباح
وقام الصباح بعدك رحل
والكان أمل في غيم سماك
أيقنت أنه عدم بلاك
وأنه البيحلم بي علاك
بختار ظروف أحلاها مُر
*******
عينيكي لو تصدق معاي الأمنية
عينيك لو أعرف ختام الأغنية
بدأ الكلام والمنتهى والمستطاب والمشتهى
كل المباهج في المواويل والغناء
والعاشقين قلبي وأنا
هزتنا في عينيك تصاوير المنى
يا أمنيات من كم سنة
ويا أغنيات كل الأماسي المستحيلة وممكنة
المستحيل عينيك تهون
والمستحيل قلبك يخون
ما القدر ما طبع الوفاء والصدق ما شرط إنتفا
وأنا حالي في بعدك كفي
وأنا حالي من بعدك كفاهو
المغنى والحب والشجن
والوحشة والشوق للوطن
العمر قبلك ضاع سُداً
والعمر بعدك أية يكون
لو يبقى بي إحساس الزمن
***********************
في عيونك ضجة الشوق والهواجس
ريحة الموج البنحلم
فوقا بى جية النوارس
ياما شان زفة خريفك
كل عاشق أدى فرضة
مافي شمساً طالعه طلت
الإ تضحكى ليها برضو
والغمام الفيكى راحل
فى الصنوبر يلقى أرضو
والصباح إمتد يا ما
كل ما جاوبتى نبضوا
فى عيونك ضجة الشوق والهواجس
نشتهيك ياما نحلم
نحكى ليك عن المسافة