عمــــــــــــــــــــــمود صحفـــــــــي للجمــــــيع فقـــــط
-------------------------------------
(رأصني يا جدع) .. !/ صلاح الدين عووضة
-------------------------------------
* (كلو) صار (يُهجِّج!!) هذه الأيام في السودان ...
* فمن لم يكن يغني منهم فهو ( يهشتك!!)...
* ومن لم يكن (مهشتكاً ) فهو (يصفق )...
* ومن لم يكن (مصفقاً ) فهو (يتمايل طرباً !!)...
*هذا بعض ما وقفت عليه عبر فضائياتنا المختلفة في الآونة الأخيرة ..
* فـ(أغاني وأغاني!!) لم تعد حكراً لقناة واحدة من قنواتنا هذه..
* القنوات كلها - بـعافيتها - تغني ، و ترقص، و تهيج و تصفق ...
* كلها - بسم الله ما شاء الله - تفعل ذلك بأكثر مما تفعل قنوات ( الهشك بشك!!) المتخصصة في (أخاصمك آه) و ( أنا بحب اللمة إيييي) و(بوس الواوا أح) ..
* ثم وقفت على شيء آخر- كذلك - وهو إن (الهشتكة) هذه انشقت أرض العاصمة (فجأة) عن صالات لها مجهزة بوسائل (الانبساط!!) الضرورية كافة ..
* ولولا تيقني من أن القنوات هذه تبث إرسالها من (السودان) لظننتها تخص دولة اسمها (الهججان!!) ..
* والغريب في الأمر أنني لمحت - في الصالات هذه - (كبار سن!!) ينافسون الشباب في التلويح بالأيدي (شمالاً و يميناً) من شدة الطرب..
*لمحت شيوخاً وكهولاً وعجائز من النساء يفعلون ذلك وهم يرددون مع مطربين يتكاثرون كما الذباب ما ينطلق من أفواههم من (صراخ!!) ..
*حاولت أن أتبين من بين (الصراخ) هذا جملة واحدة (مفيدة !!) فعجزت..
*وحاولت أن ألتقط من بين (الضجيج) إيقاعاً واحداً (مفهوماً) فعجزت أيضاً..
* الشيء الوحيد الذي لم أعجز عن تبينه والتقاطه هو (الفلفلة !!) الذي على رؤوس الذكور من (الصارخين) هؤلاء ، و(شفق المغارب !!) الذي على وجوه الإناث منهم ..
* وتبينت أمراً آخر مهماً كذلك وهو إنني - وثلة من آخرين مثلي - يغلب علينا تشاؤم يمنعنا من رؤية الجانب (المشرق!!) في (المشهد)..
* يمنعنا من رؤية الجزء الممتلئ من الكوب....
* يمنعنا من استنهاض الفرح (النائم ) بدواخلنا - منذ سنوات- كيما (نهيِّص مع المهيصين)..
* فلا يمكن أن يكون هؤلاء جميعهم (مجانين) وأنا - وأمثالي- فقط (النصيحين !!)..
*هنالك شيء ما (غلط !!) بالتأكيد ..
* فما نعلمه من هذه الدنيا - بالضرورة- أن الذي يكابد رهق توفير اللقمة لا يمكن أن يكون ذا (مزاج رائق!!) إلى درجة البحث عن(أين تُهيِّص هذا المساء؟) ..
*وأن الذي (يُعاني) من أجل دفع رسوم ابنه - أو ابنته - الدراسية لا يمكن أن يكون (مبسوطاً) إلى درجة ( بسط يده!!) بالذي يجعله يحظى بمقعد في صالة من الصالات (إياها ) ..
* وإن الذي (يشولت) بمشاوير تساوي المسافة ما بين الخرطوم و(مدني) - من أجل مصدر رزق إضافي- لا يمكن أن يكون (مرتاحاً) إلى درجة السهر مع أغنيات (كلتوم مدني!!) ..
* فنحن - إذاً- (الغلطانين) وليس الذين (يبارون) الأغاني في الفضائيات هذه..
* ومنذ هذه اللحظة أنا - كاتب هذه السطور - (مهجج مع المهججين!!) ..
* و(متمايل!!) مع المتمايلين...
* و(ملوح بكفِّي!!) مع الملوحين ...
* و(رأصني يا جدع !!!!!).