oum ·
جابت خبرو
رغم ما يشاع عن انتشار صيغ الزواج المختلف عليها كـ تقليعة جديدة، تلجأ لها قليلات الحظ في الزواج من النساء، سعيا وراء فرصة الحصول على نصف (ضل راجل)، ولو كان الثمن الذي يدفعنه مقابل ذلك أن يعشن في ظل الخفاء .. فكما هو معلوم أن هذه الصيغ تقوم على مبدأ تخلي الزوجة طائعة عن بعض حقوقها كـ حقها في المبيت وتكتفي من الزوج بـ لحظة من عمر الزمان يخصصها لزيارتها اثناء ساعات اليوم.
رغم انتشار تلك الظاهرة مع ازدياد معدلات دخول البنات في شباك العنوسة بسبب عزوف الشباب عن الزواج وعزوف المتزوجين عن الردف خوفا من عيشة الارنب بين الكلبين، إلا ان هذا النوع من الزواج كان معروفا من زمن (جدودنا الزمان)، وان اختلف في تفاصيله الصغيرة .. فمن المعروف أن ظروف التنقل بين المدن التي يقتضيها السعي لكسب الرزق بالتجارة وغيرها، جلعت الرجل منهم يلجأ مضطرا للزواج لتدبير شؤون حياته اثناء غربته، وبالتالي غالبا ما يكون له (في كل بلد ولد) .. وتكون امهات هؤلاء الاولاد بقناعة بنات اليومين دي، حيث (تقنع) الزوجة الاسبير من الزوج ببضعة ايام من العام يقضيها في صحبتها وابنائه منها قبل أن يسافر ويقول (عدّو لي) ..
- ظل زوج حاجة (الزينّة) يعمل في التجارة بإحدى المدن البعيدة حتى اقعده الكبر والمرض، بعد مرور قرابة الثلاثين عاما قضاها في السفر بين تلك المدينة وبيته وابنائه في الخرطوم .. ولكن كانت مفاجأة زوجته وابنائه، عندما عاد من احدى سفراته بابنتين في سن الزواج بعد وفاة امهما وتخليه عن تجارته هناك.
كذلك كان حال اسرة (زين العابدين)، فقد كان الرجل يمتلك شاحنة (قندراني) يسافر بها بين الاقاليم حيث يعمل في نقل وبيع المحاصيل، وعندما اقعده الكبر ايضا عن (المزازة) بين البلدان كانت مفاجأة زوجته كمفاجأة حاجة (الزينة) .. فعندما طال انقطاعه عن السفر، دفع الشوق بأبنائه من زواج الغربة، للحضور للخرطوم و(بل) شوقهم لابيهم .. وبما أن حظ (الزين) كان (مهبباً) كهباب عادم القندراني .. فقد ثار عليه ابناؤه ورفضته زوجته بعد اكتشافهم لفعلته، فعاش ما تبقى له من الايام منبوذا ومتنقلا من ضل لـ ضل حتى توفاه الله وهم عليه غاضبون.
ربما كان اجدادنا الكبار اكثر براعة وحرفنة من المردفين بالدس في هذه الايام ، فقد كان سر الزوجة الثانية يظل في طي الكتمان، حتى يكشفه الزوج بكامل ارادته وهو على فراش الموت، وقد يفضل أن يموت بسره تاركا هم الشكل ومشاكل الورثة لابنائه من بعده ..
لا أدري إن كان تزايد دهاء النساء وتطور قرون استشعارهن والاستعانة بتقنيات الرصد والمتابعة الحديثة، أم هي قلّة الحرفنة التي أصابت الرجال وفقدانهم لبراعة اللعب بـ (الضنب) .. فكلما اجتهد الزوج في اخفاء فعلته، زادت مقدرة الزوجة على كشف الدور وسارعت بـ (جيب خبرو).
* اجتمعت زميلات (أماني) في المكتب واتفقوا على مصارحتها بخبر زواج زوجها، والذي ظل في طي الكتمان لاكثر من عام .. رفضت (أماني) أن تصدق الخبر، فقد اخبرتهم بأنها لا تفارق زوجها ولو للحظة طوال ساعات اليوم، حيث يحضران معا للعمل بنفس الترحيل ويعودان به في نهاية اليوم، وفي المساء كانت تحركاتهم معا على طريقة (الحجل بالرجل) .. فمن اين يمكن أن يجد وقتا ليلعب بذيله خارج حصيرتها ؟!!
أجابوها لدهشتها بأن: (أييي ..لقى طريقة وعملا فيك) .. فقد سألوها:
(كل يوم قاعد يفطر معاك؟) فنفت ذلك حيث انه يخرج للفطور خارج الشركة في مطعم رخيص وقريب كما اخبرها .. فأجابوها بأن (المطعم) ده ياهو العروس الجديدة.
انتظرت (أماني) بفارغ الصبر حتى غادر زوجها الشركة للفطور ! فغادرت خلفه .. تبعته من على البعد عبر شوارع الحي المجاور لمقر الشركة، حتى (انقشط) داخل احد البيوت دون أن يتلفت او يطرق الباب .. انتظرت بضع دقائق قبل أن تدخل خلفه لتجده يجلس (متوهطا) في نص السرير (يهشك) في طفل رضيع يبكي، بينما تناهى لسمعها من بعيد صوت انثوي ناعم ينادي الصغير قائلا:
جاياك يا حبيبي .. بس اسوي الفطور لـ ابوك واجي هسه !