المسكوت عنه . الاغتصاب وإهانة المرأة 1 l شوقي بدري
--------------------------------------
عندما قتل محمد الفي الملاكم صديقه سالم في 1964 ذهب الملاكم عبد اللطيف عباس الي عضو المجلس العسكري اللواء طلعت فريد وناشده لتخفيف حكم الاعدام . ورفض طلعت فريد. لان بالرقم من انه يعرف الفي . ويعرف شقيقته وجارته الفنانه حواء الطقطاقة . الان عندما يعفي البشير عن مسئول خدر طالبة جامعية وقام باغتصابها . نكون قد تعدينا علي القانون وشرع الله , وقد وصلنا القاع ..
•
• اقتباس
هذا الموضوع نشر قبل سنوات . والآن بعد ما تأكد ان الجنود البنغاليين التابعين للامم المتحده قد اغتصبوا القاصرات فى جنوب السودان ,. تأكد ما كنا نقوله . ان الجنود الافارقه واكثر اهل العالم الثالت يعتبرون ان الاغتصاب شئ مكمل للحياه وان من يجد نفسه فى موضع قوه يجب ان لا يضيع الفرصه . وهؤلاء الجنود مثل جنودنا فى السودان اغلبهم انضم للجيش لانهم لم يجدوا فرصه عمل افضل . ولم يحظوا باى قدر من التعليم والوعى . لهذا كنا نفكر وندعوا لجنود من دول منظبطه . ففى دول العالم الثالث الجيش والبوليس جزء من اداة قمع وقهر الآخرين . فعندما انفصل البنغال فى 1971 من باكستان بزعامه مجيب الدين الرحمانى مورس الاغتصاب وحمل آلاف الفتيات سفاحاً والجميع مسلمون .
فى نهايه الحرب العالميه الثانيه قام الجنود السودانيون بتصرفات مشابهه فى اسمرا وعندما تعرض لهم المدنيون . هرعوا الى المعسكر واتوا بسلاحهم وقتلوا وعاثوا فساداً فى المدينه . الجنود السودانيون اللذين ذهبوا للكنغو اسكرهم ذى الامم المتحده المميز والمرتبات التى كانت تساوى مرتباتهم اكثر من عشره مرات والاكل الجيد والسجائر والويسكى الذى تحصلوا عليه بسهوله . والجنود الاوربيون يحيون الشاويش السودانى .وكانت هنالك تجاوزات . وعندما رجعوا للسودان اضطر الجيش لطردهم بعضهم لانهم خرجوا عن اليد .
.................................................. .................................................. .................
الاغتصاب الجماعي في السودان.ان كل الجيوش في كل الاوقات كانت تمارس الاغتصاب . واكل المرار جد امرؤ القيس قد فقد زوجته فطارد مختطفيها وارجعها منهم بعد زمن. جنكيز خان كان يكره احد ابنائه لانه بعد احد هزائمه في بداية حياته اختطفت زوجته واسترجعها بعد زمن وكان يشك بان ذلك الابن ابنه. وعندما كنا نقرأ ونحن في السودان عن الاغتصابات التي مارسها الجيش الاحمر في المجر وتشيكوسلوفاكيا وبولونيا كنا نحسبها دعايات امريكية وعندما حضرنا للدراسة في شرق اوربا بعد اقل من عشرين سنة من نهاية الحرب العالمية التانية كانت ذكريات الاغتصاب لاتزال طازجة في ذاكرة الناس وقابلنا بعض النساء اللائي تعرضن للاغتصاب.
وعندما لام روزفلت في مؤتمر يالطا ستالين بسبب الاغتصاب الذي يمارسه الجيش الاحمر كان رد ستالين انه يصعب منع شباب اصحاء لم يمارسوا الجنس لمدة ثلاثة سنوات من الحرب المتواصلة من الاغتصاب.
عندما ارجع الباشا اسماعيل ابن محمد علي ابنة المك شاويش معززة مكرمة بدون اغتصابها تحالف شاويش مع الباشا. وحارب معه الجعليين بعد قتل اسماعيل باشا ولكن الجيش الغازي مارس الاغتصاب لان هذا ما وعدهم به الباشا وكانوا يدفعون لهم خمشين قرشاً علي كا أذن سودانية يقطعونها بعد قتل صاحبها . بل لقد قطعوا اذان من لم يكن قد مات. وعندما انتقم محمد الدفتردار لصهره اسماعيل باشا قتلوا كل من وجدوه امامهم واغتصبوا الرجال والنساء.
وبما إن اهل بربر وملكها قد تضايقوا من غارات الشايقيه وقطعهم للطريق ومنافسه شندى والمتمه فلقد استدعوا الباشا لاحتلال السودان . وشاركوا وشمتوا عندما تعرض الجعليين للقتل والاغتصاب والاسر . وقام الدفتردار بارسال سبعه ألف من الجعليين كرقيق الى مصر بعد هزيمه المك نمر . وأتبعهم بأربعه ألف بعد هزيمه المك مساعد . وشارك الشايقيه فى الحرب ضد الجعليين بعد ان تحالفوا مع الاتراك .
ويذكر يوسف كاتب الخليفه وكاتم اسراره فى كتابه انه بعد كتله ود سعد فى المتمه ان الانصار وجيش محمود ود احمد قد جردوا النساء من ملابسهم وساقوهن امامهم كالقطعان وعندما كانوا يسمحون لهم بورود الماء كانوا يسخرون منهم ويشتموهن . وذكر ان اهل بربر قد شمتوا فيهم لان الجعليين قد شاركوا فى كتلة بربر والقتل والاغتصاب فى بداية المهديه .
ولان يوسف ولد فى الابيض وقد انضم هم واخويه اسماعيل واسحق للمهدى فلقد ذكر كذلك انه بعد استسلام الابيض . ان النساء وقفوا فى صف لمدة ثلاثه ايام فى الحر والهجير وقام الحاج خالد ورجاله بتفتيشهم لنزع اى ذهب او اى نقود مخبيه وكانوا يجبرون النساء على خلع القرقاب وبنات الريف يحلون السروال .
ويذكر كذلك كتلة ابو حراز وكيف استباح الانصار العرض والمال . وبعد هزيمه أهل التياره وقتل اهلها من تجار ودناقله واولاد ريف ومغاربه وخواجات ان وضع النساء أسياف رجالهم على نحورهن وسقطن عليهن حتى يتجنبوا الاغتصاب .
ولقد عنف ابوبكر الصديق رضي الله عنه خالد لانه دخل علي النساء بعد قتل مسيلمة الكذاب في يوم اليمامة ودماء الف ومئتي من المسلمين لم تجف.
وعندما طالب عمر ابن الخطاب بعزله رد ابوبكر الصديق رضي الله عنه بانه لن يرجع سيفا جرده النبي(ص). وعندما دخل خالد ابن الوليد علي زوجة مالك بن النويرة بعد قتله زاعماً انه مالك لم يقل قد اسلم بل قال لقد صبأت وكانت امرأة خالد بن نويرة مشهورة بجمالها وقال مالك والله اني اقتل بسبب هذه فرفع ابوبكر رضي الله عنه يديه قائلا والله اني بريء من فعلة خالد.
في التسعينات كنت اذهب لاثيوبيا مع الصديق العزيز عبدالمنعم مالك بشير الذي هو الان في واشنطون. وكانت بعض النساء العجائز ينظرن الي قامة عبدالمنعم الفارهة ويضحكن. وبالسؤال ترجمت فتاة اثيوبية ان والداتهن قد حكين لهن عن السودانيين طوال القامة الذين اغتصبوا النساء بطريقة متواصلة بعد احتلال قوندر عاصمة اثيوبيا القديمة التي احرقها الانصار.
من احد الاسباب ان كثير من اهل وسط السودان لايتفاعلون مع الاغتصابات التي تحدث في دارفور هو بسبب ان السلطان تيراب عندما طارد السلطان هاشم سلطان المسبعات انتهي به الامر في ام درمان حيث هزم العبدلاب وكسب نحاسهم المشهور . وككل الجيوش مورس الاغتصاب وكسب النساء. والسبب التاني هو ان اهل الغرب عندما كانوا في السلطة مارسوا الاغتصاب والنهب . وجيش محمود ود احمد بعد هزيمة ود سعد اغتصبوا النساء الجعليات وهنالك حادثة لم يورها يوسف بدري في الطبعة الاولي في كتاب تاريخ حياتي لبابكر بدري الا ان بابكر علي بدري اوردها في الطبعة الثانية ومنها :
في صفحة 283 جاءني في احدي الايام موسي يعقوب واخبرني ان مختار محمد (العامل) محموم. وطلب مني ان اقوم معه لنزوره فركبنا, ولما وصلناه وجدنا معه ملازمية الامير العظيم يعقوب (اخ الخليفة). وهم علي احمد فضيل, وادم جديد الحريري ,ودودية بدوي, واخر يدعي داؤود وكلهم من قبيلة الجوامعة من غرب السودان. وكان امامهم سموار نحاس اصفر فيه ماء لصنع الشاي . وبينما كنا نتحدث سمعنا صوت الوابور الاتي بنساء المتمة مما قتل او اسر ولات امورهن. فنهض داؤود قائما وضرب جبته علي وركه بيده نشطا, وقال(بلفظه) (كب....امشي لخليفة المهدي يديني جعلية اسويها سرية) فما اتم كلامه والا نهض مختار المريض ورمي ثوبه الذي كان مؤتزراً به وقام بسرواله فقط وضرب داؤود صفعة كادت تلقيه علي الارض وضرب السموار برجله وقال (وكمان تشرب شاي في بيتي تشرب سم).
وبعد ان خرجوا قلت لمختار في مثل هذه الايام ومثل هذه الحالة تعمل هذا العمل ؟ وتتكلم مثل هذا الكلام؟. جلس علي عنقريبه والتفت لي مغضبا وقال لي (انا عارفك جبان ماذا يريدون يعملون اكثر من ذلك وما قيمة الحياة بهذه الحالة؟) ثم هاضته الحمي فرقد ودعته وانصرفت مستعجلا لادرك بيت المال لاخرج بتول بنت ولد ضبعة _بنت اخت ولد عبدالله بك حمزة, واخت السيد الذي بلغني انه قتل في المتمة لعلني بذلك اقدم لعمي عبدالله بك يدا واساهم بواجبي للجعليين الماسورين. ولكني مازلت مشغول البال علي ما يحصل لمختار.
وقد القت بعض الجعليات بانفسهن في النيل لكي يتفادين الاغتصاب. لقد قال شاعرهم ,,بناتنا تركن في المجالس سيرة اتفقن سوا ولعبنه موت ودميرة ,, العم مرغني حمزة المهندس ووزير الري والذي كان يفاوض حكومة جمال عبدالناصر بخصوص مياه النيل ولم يكن يرضي بضعف مارضي به طلعت فريد, كان يكره المهدية لان والدته بعد حادثة المتمة وهروب اهل المتمة قد ولدته تحت شجرة. المهدية تفننت في الاغتصاب وكان النساء يوزعن كفناجين القهوة ولقد مات المهدي عن ما يقارب من المائة من النساء من كردفان كانت له ام الحسن اخت احمد بك دفع الله . وعائشة بت حاج احمد ام برير وكان هذا اغني اغنياء كردفان وكنانة وزنوبة بت خورشيد كاشف ونظيفة ونحل الجود ومدينة وفي الخرطوم سبأ امنة بنت ابوبكر الجركور اغني اغنياء الخرطوم وامينة بنت ابي السعود والتي اتهمت بتسميمه والشول بت بت يوسف بك مدير فشودا وفاطمة بنت حسن مسمار وزينب بت حسن بك البهنساوي ونزهة بت محمد بك الشايقي وامنة بنت احمد شجر الخيري وزينب بت يوسف باشا شلالي وزينب بنت عمتها ومن سبايا الجزيرة النعمة بت الشيخ القرشي المعروف والسرة بت محمد ود البصير وزينب حمد التلب ومقبولة الدارفورية ومامونة الحبشية وغيب الله النباوية. ولقد كان للنور عنقرة مايقارب من المائة وعشرون من الاماة.
اهلي البحارة او الدناقلة الذين عرفوا ركوب البحر ومنهم جدي ادريس ابتر حاكم الرجاف وشقيقه اسماعيل كانواي صطادون الرقيق في جنوب السودان يقتلون الرجال ويغتصبون وينهبون النساء والاطفال.
عمنا الرباطابي موسي خالد والد الاستاذ خالد موسي والسارة موسي زوجة العميد يوسف بدري ووالدة قاسم بدري كان من صائدي الرقيق . والذين يقتلون الرجال ويقتلون النساء وكان يتفاخر بهذا ولقد عاش الي عمر طويل في ام درمان.
النهاضة كانوا ينهضون في زمن الزراعة ويصطادون الرجال في جبال النوبة عندما ينزل الناس للزراعة. وكانوا يتفاخرون بقتل الرجال واغتصاب النساء وخطف الاطفال.
عندما انهزم جيش ود النجومي في مصر كتي بابكر بدري في مذكراته ص 130 احدي حوادث الاغتصاب التي تعرضت له النساء . في صباح اليوم التاني لوصولنا للمعسكر 4 اغسطس 1989 م جاء عسكري مصري وامسك بيد ستنا زوجة الامين ادريس الرباطابي . وكانت جميلة بقيافتها لحضورها في السرية الاخيرة فاتبعها زوجها وسرنا معه انا واولاد الياس واولاد رحمة ولد الحميلي حتي وصلنا باب السور المحيط بصيوان الضابط الكبير . فصار العسكري قابضا علي يدها الشمال, وزوجها يمسك بيدها اليمين, والعسكري يريد ادخالها السور ونحن وزوجها نجبدها للخارج . فلما راي الضابط منازعتنا العسكري خرج لابسا قميصا ورداء. ورأيناه كلنا منعظاً(منتصباً) فلم وصل لنا قال بلهجة قوية(اطلقوها) فكما اطلقناها كلنا الا زوجها لم يطلقها, فرجعنا وامسكناه معه فقالت له (والله هو زوجي وابن عمي) وفي اثناء هذه المحادثة راينا ود هاوس باشا القائد الانجليزي قادما علي جمله الا ان الضابط لم يره لاتجاهه عكس الجهة القادم منها . فلما راءه الضابط ترك البت وجري ليلبس لبسه الرسمي. ولما حضر وجد ود هاوس باشا قد عرف القصة كاملة منا وبعد ان قدم التعظيم الرسمي قال ود هاوس باشا له ان (انت البكباشا وانا اللواء) ثم امر الرجل بالانصراف وتوجه معنا وجعل للنساء موضعا خاصا منعزلا من مكان الرجال وامر ان لايصهن رجل قط.
من نساء المتمة اللائي استحوذ عيهن الخليفة بعد تقسيم البعض هما زينب ونخيل الجنة . وكان الخليفة يوزع النساء علي رجال بطانته حتي الميرم ابنة سلطان دارفور وشقيقاتها مما جعلها تقذف بنفسها في النيل. فمنشورات المهدي كانت تقول صراحة ان كل من لايؤمن بالمهدية يضرب عنقه ويباح ماله وعرضه. وتعرض الكبابيش للنهب وسبي النساء مما اضطر بعضهم للانتساب للقبائل الاخري لكي يتفادوا النهب والسبي والاغتصاب.
ويذكر بابكر بدري ان الجيش الغازي بعد سقوط المدينة اباح كتشنر المدينة لمدة ثلاثة ايام ولكن لم يتعرضوا ابدا للنساء حسب الاوامر. كما سمح كتشنر نهب الغلال من كل بيوت الخليفة فنزل سعر الغلال من 36 ريال للاردب الي 6 ريالات .
عندما كان العالم مشغولا بالعدوان الثلاثي علي مصر في 1956 تحركت الدبابات الروسيه و قضت علي انتفاضة بودابست . و نصبوا كادار رئيسا . عندما كان الناس منصرفون في معركة المتمه و كتلة محمود ود سعد ، استفرد علي فرفار باهل الذيداب و اوقع بهم مجزره فظيعه و اغتصب النساء . ففي نفس اليوم الذي حصلت فيه معركة شيكان و القضاء علي جيش مكون من حوالي عشرين الف جندي و قتل هكس و علاء الدين التركي الذي قتل عشره الف من الانصار في يوم واحد في معركة المرابيع علي النيل الابيض انتصر عثمان دقنه انتصارا باهرا في معركة التيب . و اول مرة يكسر فيها المربع الانجليزي بواسطة البجه في شرق السودان . و لقد خلد هذه الواقعه اللورد كيبلنج .
ما اباح للانصار قتل و نهب مال و اغتصاب نساء الاخرين هو منشورات المهدي الخاطئه و التي اباح فيها مال و دماء و عرض كل من لم يؤمن بانه المهدي المنتظر .
المهدي كان متزوجا باربعه زوجات شرعيات و هن فاطمه بنت احمد شرفي . و المقابر المشهوره في امدرمان احمد شرفي تنسب الي والدها و هذه توفيت في قدير . و عوض باختها عائشه و فاطمه بنت حاج ابن عمه و هذه تزوجها في كرري قبل المهديه و فاطمه الثالثه هي بنت حسين الحجازي و هذه كذلك قبل المهديه و عائشه بنت ادريس الفلاتي تزوجها في قدير ، اما البقيه فلقد قارب عددهم المائه او زاد و هن من بنات المسلمين .
مراجعنا في منشورات المهدي و ما ادعاه المهدي بالمهديه وان من لم يؤمن به فقد كفر وان يحل ماله وعرضه ودمه هذا موجود في الاثار الكامله للامام المهدي و هو خمس مجلدات جمع وتحقيق الدكتور محمد ابراهيم ابو سليم دار جامعة الخرطوم للنشر. وهذه الوثائق موجوده في دار الوثائق السودانيه التي كان الدكتور محمد براهيم ابو سليم مديرها وراعيها. وهنالك وثائق محفوظه في مكتبة جامعة درهام تحت رقم 100-1-2 ووثائق محفوظه في جامعة ضرم تحت رقم 100-1-4 و مصنف رسائل محفوظه بمكتبة كامبريدج بانجلترا ومصنف رسائل بمكتية ييل بالولايات المتحده و الجزء لاول من مصنف رسائل محفوظه في الخزائن الوطنيه الفرنسيه مصنفة بواسطة محمد المجذوب بن الطاهر المجذوب ومصنف رسائل صنفها حسين الجبري و محفوظه في جامعة الخرطوم. مصنف رسائل بالمكتبه الاصفيه بحيدر اباد. خطب مصنف خطب مطبوعه بالحجر و مصنف رسائل عند العمده ادم حامد في الجزيره ابا. مصنف يتضمن خطب المهدي يملكها العاقب با درمان ووثائق حامد سليمان والي بيت المال في المهديه قديما. وثائق مختلفه باسم المهدي مجموعة المهديه بدار الوثائق السودانيه. اماكن اخرى كثيره من دور الوثائق لا يتسع المجال لذكرها.
في رسائل المهدي الاولى قبل ادعائه المهديه كان يختم رسائله قائلا الفقير الحقير محمد احمد عبد الله كرسالته شعبان 1298 هجريه وهي رسالته الى احمد بن محمد الحج شريف كما اورد ابو سليم في الجزء الاول صفحة 41 رساله بخط المهدي جامعة درم انجلترا. و بعد ادعائه امهديه كان يبدا رسائله فمن عبد ربه محمد المهدي ابن السيد عبدالله الى الفقيه احمد الحاج البدري و الى الفقيه احمد زروق كما في صفحة 111. كما اورد ابو سليم في صفحة 119 الى اهالي خور الطير وغيرهم فمن عبد ربه محمد المهدي ابن السيد عبد الله اعلموا ان رسول الله صلى عليه وسلم امرني بالهجره الى ماسه بجبل قدير و امرني ان اكاتب بها جميع المكلفين فمن اجاب داعي الله ورسوله كان من الفائزين ومن اعرض يخذل في الدارين.
ويقول المهدي في صفحة 135 في نفس المجلد في خطابه الى احبابه في الله المؤمنين بالله و بكتابه.
و اخبرني سيد الوجود صلى الله عليه وسلم انني المهدي المنتظر و خلفني صلى الله عليه وسلم بالجلوس على كرسيه مرارا بحضرة الخلفاء الاربعه و الاقطاب و الخضر عليه والسلام وايدني الله بالملائكه المقربين و بالاولياء الاحياء و الميتين من لدن ادم الى زمننا هذا, وكذلك المؤمنين من الجن . و في ساحة الحرب يحذر معه امام جيشي سيد الوجود صلى الله عليه و سلم بذاته الكريمه و كذلك الخلفاء الاربعه و الاقطاب و الخضر عليه السلام و اعطاني سيف النصر من حضرته صلى الله عليه وسلم و اعلمت انه لا ينصر علي احد ولو كان الثقلين الانس و الجن.
هل يؤمن الصادق بان أي انسان مسلم لم يؤمن بجده خارج المله ويباح ماله ودمه وعرضه كما حدث في السودان؟ فلقد كان لجده اربع زوجات و ثلاثه وستين امراه من بنات ونساء المسلمين من سبايا كردفان ام الحسن اخت احمد بيك دفع الله وعائشه بنت حاج احمد ام برير اكبر اعيان كردفان وزنوبه بنت خورشيد كاشف وفي الخرطوم سبى امنه بنت ابي بكر الجركوك اكبر اعيان الخرطوم و امينه بنت ابي السعود بيك العقاد و الشول بنت يوسف بيك مدير فاشوده وفاطمه بنت حسن مسمار وزينب بنت حسن بيك البهنساوي وفاطمه بنت النور بيك ونزهه بنت محمد بيك سليمان الشايقي وامنه بنت احمد شجر الخيري وزينب بنت يوسف باشا شلالي و زينب بنت اخته ومن سبايا الجزيره النعمه بنت الشيخ القرشي من اكبر رجالات الدين و السره بنت محمد ود البصير وزينب بنت حمد التلب وميمونه الحبشيه و قبيل الله النوباوبه ومقبوله الدارفوريه والدة عبد الرحمن المهدي و عندما قدمت مقبوله كهديه للمهدي اعجب بها وقال مقبوله فسميت بهذا الاسم . وهكذا اباح المهدي مال ودم وعرض المسلمين.
و قديما كان ياتي رجال الدين بما لا يحق و يقولون ما يحق للخاصه لا يحق للعامه . و اذكر ان لم تخني الذاكره ان ود ضيف الله اورد في طبقاته ان الشيخ الخشين قد هاجم الشيخ الهميم لانه كان يجمع بين الاختين في الزواج و قال له محتدا ( تمسك واحده و تفسخ زواج التانيه ) و كان رد الشيخ الهميم ( ما بفسخو يفسخ جلدك ) . و الغريبه ان السني ابن الشيخ الخشين تزوج ابنة الهميم فيما بعد و هي جدة الشيخ ود مدني السني الذي تنسب اليه مدينة ودمدني .
محمد احمد عبدالله المعروف بالمهدي لم يكن يمكن ان يسيطر علي كل شئ فلقد اورد بابكر بدري في صفحة 58 المجلد الاول ان المهدي قال لهم قبل الهجوم علي الخرطوم ( اذا فتح الله عليكم ، فغردون لا تقتلوه ، و الشيخ حسين المجدي لا تقتلوه و الفقيه الامين الضرير لا تقتلوه ) . و لهم رابع نسيته ثم قال و من رمي سلاحه لا تقتلوه و من قفل عليه بيته لا تقتلوه فعارضه رجل اسمع صوته و لا اري شخصه ( يا سيدي في بعض الجردات التي قاتلناها راينا العسكري يرمي سلاحه فاذا تعديناه اخذ سلاحه من الارض يرمينا او يضربنا به) . فقال المهدي بعد ان سمع كلامه الذي تجدونه في خط النار اقتلوه .
و يواصل بابكر بدري و ما زلنا نتقدم علي شفير الخندق الداخلي حتي وصلنا سرايا غردون فالتقينا بالانصار الذين دخلوا عن طريق بري و هناك ملنا نحو السرايا فوجدنا غردون باشا ملقي علي الارض و دمه يجري فغضبنا علي قاتله . و هذا يدل علي ان الناس لم تكن تتمالك نفسها بالرغم من تحذير المهدي .
و يواصل و في ليلة الجمعه سمعنا ان المهدي سيزور الخرطوم في سته فبراير 1885 . و سرنا خلفه حتي وصلنا بيت المال الذي كان بمنزل المفتي شاكر . فنزل عند الباب و دخل ، فكنت خلفه مباشره . فوجدنا ابراهيم ضرار ابن خال احمد سليمان المحسي امين بيت المال وصعد ابراهيم و صعد المهدي السلم . و كنت ملتصقا بصفحته.
و عند خروجنا من باب السور قابلته امرأه تبكي و قالت له ( يا سيدي المهدي ابنتي و اطفالها في الزريبه و هم متعبون فاذن لي في اخذها ) . فطلب احمد سليمان و هو واقف مكانه ( ما الزريبه ؟ ) فقال احمد سليمان ( الزريبه هي المكان الذي جمعنا فيه نساء الخرطوم اللائي لم نجد لهن معارف ) فقال له ( امشي بنا اليها لانظرها ) فتبعناه طبعا . و لما قربنا سمعنا ضجه كبيره و عند وصولنا امر المهدي احمد سليمان قائلا ( يا احمد كل هؤلاء الحريمات يوزعن قبل غروب الشمس ، فمن عرفها احد تسلم اليه و من لم يعرفن احد و لا يعرفهن احد فزوجوهن . ) و رجع و نحن معه و احمد سليمان امامه حتي وصلنا منزل احمد . هناك جائوا لنا بزلابيه ( لقمة القاضي ) ففطرنا منها و رجعنا الي منازلنا .
ارجو ملاحظه ان المهدي لم يكن يعرف ان هنالك زريبه و ان هؤلاء النساء كانوا لمدة اثني عشر يوما بين ايادي من لم ينفذ حتي وصية المهدي بعدم قتل غردون كما قتلوا الشيخ حسين المجدي ضد وصية المهدي و تعرض النساء لكل انواع المذله و المهانه و الاغتصاب لدرجة انهم اخفوا عنه امر الزريبه .
و يذكر بابكر بدري كذلك ، اما والدي الرؤوف فلم يقتل احد مع انه دخل الخرطوم مع اول الداخلين ، بل اخذ ثمانيه رجال خرج بهم قبل رفع السلاح و كان كلما هجم عليهم احد يقول ( لا لا لا ان الامير ود النجومي امرني اوصلهم الديم لانهم صناع و يحتاج اليهم في خدمة الدين) ، فيتركونهم حتي يوصلهم . و لقد بقي بعضهم في منزلنا حتي سافر والدي الي كركوج بعد ثمانيه شهور من فتح الخرطوم . و هذا يعني انهم كانوا يقتلون الاسري بالرغم من اوامر المهدي .
ولقد اخرج اهل الخرطوم من منازلهم ووضعوا فى العراء فى منطقه جنوب الخرطوم وقضوا ما يقارب الشهر فى العراء وهذا فى شهر يناير الذى يشتد فيه البرد .
و نعود للاغتصاب مره اخري ، و يقول بابكر بدري بعد رجوعه من الاسر في مصر ( عملت مع المندوب مختار قريش الرباطي ككاتب له ، و عندما جاء وقت خروج المناديب للجزيره خرجت معه . و توجهت الي الكريبه مركز المندوبيه ثم الي باقي حلالها الكثيره ، مع مختار المندوب . لم يكن يرافقنا جهاديه بل كان معنا صبيان و شباب تتراوح اعمارهم بين العشرين و الثلاثين سنه او يزيد ، لكنهم لا يقلون عن الجهاديه قسوه ، ان لم يزيدوا عليهم . كما انهم كانوا زناة اكثر من الجهاديه ، و يحكي كل منهم بما عمل . كنت اول الامر انكر عليهم هذا العمل الذي لا يخطر ببالي ان احد يجروء عليه . و مختار نفسه لا يخلو منه . ) .
يمكن ان نستمر لشهور في هذا الموضوع و لا نخلص ، يكفي ان المهدي في يوم الجمعه الذي زار فيه الخرطوم قال في المسجد في خطبته ( يا اصحاب المهدي احمد سليمان شغل الاشراف بالمال ، قولوا نعوذ بالله من حالهم ثلاث مرات . ) فقالوها و هم طرق كانما علي رؤوسهم الطير و هؤلاء كانوا عشيرته . اعمامه و ابناء عمومته .
سمعت ممن حضر تلك الواقعه او من سمع من ابائهم ان المهدي نفض ثوبه في المسجد قائلا ( انا برئ منهم ، ده طرفي منهم ) .
في الحقيقه ان الاشراف اخذوا خيرة البنات و خيرة المساكن و الخيل المنقوده الي ان فتك بهم الخليفه عبدالله التعايشي كما اورد بابكر بدري في صفحة 205 ، في سنة 1892 حصلت في امدرمان حركه يسمونها بحركة الدناقله ، فقبض الصالح حمدو علي عدد من الناس في كل من الكاملين و رفاعه و مدني و جزيرة الفيل و تم ذلك في يوم و ساعه واحده حتي لا يفر احدهم من مكانه فينجو من القبض .
و قد مر علينا منهم صالح حسن و عبدالقادر اخوه و كوريب نور الدين و كلهم من رفاعه من اقارب المهدي في دفعه تربو علي المائه نفر ، و كانوا جميعهم مشعبون . مشعبون اي عليهم قيد يعرف بالشعبه يوضع علي العنق و تمد اليدين عليهما . فابكاني حالهم بهذا الذل بعد الرغد ايام دولتهم بحياة المهدي ، اذ كان لكل منهم فيما سبق منزل كبير و لهم حشم و خيل منقوده . و كانوا واسطة اغراض اصحابهم و محل امالهم .
في العاده ان يكون لامثال هؤلاء جيش من الاماء و الخدم . و عند زوال دولتهم توزع نسائهم علي من يحظي برضي الخليفه . تنتقل النساء من رجل الي رجل بدون رغبتهم .
بعد قتل الزاكي طمل وزعت نسائه و كانت زوجته فاطمه البيضاء من نصيب سلاطين باشا الذي تغير اسمه الي عبدالقادر . و من ذرية سلاطين العمه العزيزه زينب عبدالقادر او حنينه الصحه و هي اول مفتشة صحه في السودان و تركب العجله و مشلخه عارض . و نكتفي بهذا القدر
بعد ان استلمت المهديه السلطه صارت تجارة الرقيق مقننه بعد ان توقفت الي حد كبير تحت ضغط جمعيات محاربة الرق في اوربا و ميلاد الصليب الاحمر الذي بداه هنري دونانت السويسري . و يبدوا ان الجواري كن يقسمن مثل قماش الدمور . و يقول بابكر بدري في المجلد الاول صفحة 74
اتذكر انا و احد اقربائي المدعو احمد القويضي الشهير بـ ( جبد) ، ذهبنا الي الخليفه شريف ( عليه رحمة الله) بعد شفائي ليعطينا خادمه نبيعها لضروره لحقتنا ، فقال لنا ( اكتب لكم لاي امير ؟؟ ) . فقلت ( اكتب لنا لعلي شكاك بالمسلميه ) . فسافرت و وصلته و انا محموم من تعب المشي راجلا اذ ان حصاني و عبدي كانا عنده .
الخليفه شريف هو الخليفه محمد شريف حامد احد اقرباء المهدي و قد عقد له المهدي رغم صغر سنه الخلافه علي الرايه الحمراء ( ولد عام 1868 ) ( زلفو صـ 273 ) ( سلاطين صـ 64 ) . و هذا يعني انه عقدت له الخلافه و هو في السابعه او السادسه عشر و صار يهدي البشر كما في حادثة بابكر بدري و قريبه جبد . و بابكر بدري ابن محمد بدري الامي الذي طرده الجوع من بلاد الرباطاب قد صار مالكا للخيل و العبيد و صار عمه علي شكاك اميرا يتحكم في الرقيق و مصيرهم .
و يواصل بابكر بدري قائلا
و كان عمي علي شكاك متزوجا امراه من غنائم سنار تدعي زينب بت خير الله . و يبدو ان النساء كن يقسمن و كانهن شوالات عيش .
من الاشياء الغريبه ان بابكر بدري في تاريخ حياته لم يذكر زواجه بحواء زوجته الاولي . و لكن بابكر علي بدري بمساعدة خضر بدري اخ بابكر بدري ذكرا هذا الزواج . فاحدي شقيقات بابكر بدري لم تكن جميله و شقيقتها كانت علي مقدار كبير من الجمال و هما ام طبول و البتول . و تقدم شخص للزواج من بت بدري التي لم تكن جميله و كان والدها سعيدا بالتخلص منها . و لكن ابنة صديقه حواء كانت تسكن معه . و خوفا من ان يلومه صديقه لانه زوج ابنته الدميمه و حواء لم تتزوج فلقد حل المشكله بان زوج بابكر بدري بحواء . و هذا يؤكد ان المراه لم تكن تجد الاحترام الكافي .
و يذكر بابكر بدري في صـ132 انه بعد اسرهم و هزيمة ودالنجومي و هم في طريقهم الي سجن الشلال
في اثناء الرحله و نحن لا زلنا بالمركب اتحد عمي محمد احمد شكاك مع امنه زوجة اخيه علي شكاك الذي هرب منها و تزوجها عمي محمد احمد فعلا . و عندما كان بابكر بدري في مصر حضر علي شكاك لاسترجاع زوجته فانتقل شقيقه منها و تركها له .
و يذكر كذلك
و جائنا خلال تلك الفتره موسي الشامابي الذي ترك زوجته و ولدها و والدته ببلانا ، جاء من السودان لاجلها فوجدها تزوجت برجل من كروسكو قبل يومين فقط من وصوله ، و ولدها منه توفي . فقابلته حماته عائشه بنت قشلابي و اخبرته بما حصل . فجاء الي امى ليوسطها لعائشه و بنتها لرجوع زوجته اليه دون الزوج الجديد ، لكنها رفضت التوسط له .
و انا اظن ان مدينه والدة بابكر بدري رفضت الوساطه لان كثير من الناس هجروا اطفالهم في بلانا بالرغم من توسلات اطفالهم و هجر الرجال نسائهم و امهاتهم في تلك الايام . بلانا هذه قبل توشكي مباشرة .
و في صـ171 يذكر بابكر بدري انه ذهب الي القاهره لكي يسترجع زوجته البقيع التي كان يحبها حبا يجعله يبكي عندما يتذكرها و لم يتوقف عن حبها الي ان مات ، ليكتشف ان اهلها قد زوجوها للزبير باشا . و تبدأ المحادثه
ز – ( انتصب بعد اتكاءه خفيفه ثم قال لي ) ان المرأه التي تزوجتها قالوا امرأتك .
ب – بل مطلقتي .
ز – لا امرأتك .
ب – سبحان الله يا سعادة الباشا ، انا الزوج الاول اعترف بالطلاق و انت الزوج الثاني تدعي ضده ، فهذا معكوس !
ز- اسمع يا بابكر انت قلت جئت بكل من ذكرت ، و الحقيقه انت جئت لامرأتك او لرجوع مطلقتك .
ب – من اين اخذت هذا يا سعادة الباشا ؟
ز- انا رأيت كتاباتك التي جائت منك بالرغبه ، و الجوابات التي راحت لك بالاجابه .
ب – لما رايت كل هذا ، لماذا تزوجتها ؟
ز – ( متهيجا ) يا ولد ضحوي ، يا رضوان ، يا ود المجذوب تعالوا اسمعوا هذا الكلام ، الذي تقولون صغير لا يعبأ به ، انا والله منذ كنت الزبير ما سمعت مثل هذا الكلام ، ما هذه البلاده ( .... شوفته كتابتك...) ( .....عرستها ليه لمن شفتها ؟) دي ما بلاده ! اشهد علي نفسي .
و بعد ان خرج الجماعه الثلاثه التفت الي و قال
ز – اسمع يا بابكر المره دي انا صرفته عليها نحو الثلاثمائه جنيه من مصاغ الي لباس الي فراش ، شئ يليق بمقامي انا ، و الان عزمت ان اطلقها و تبقي معي حتي تستعد و ارجعها لك بما عملته لها .....انا الزبير ساعمل كل هذا لك .
ب – ( متحمسا ) ليس هذا و الله لك بفخر .
ز – انت تعملو ؟
ب – نعم ، لكن انا ما عندي مال ، فاذا تكتب لي خطابا تطلب مني طلاق زوجتي و ارسالها لك افعل ، فانظر انت اصعب الزوجه او المال ؟
ز – سكت مليا ثم قال لي - ان كنت تجبر خاطري و تعتبرني كوالدك تقبل مني طلاقها و رجوعها لك لاداري غلطتي .
ب- يا سعادة الباشا نحن الان في اسر ، و لا غرض لنا في النساء . و اذا رغبنا الزواج بعد حين فالسودانيات موجودات عند العبيد و الاغريق ، و كثير منهن متكعبتات ( صابرات ) علي حرارتهن ، فنتزوج من بعضهن لتخلص من تخلص و تبقي الحره علي حرارتها . اما النساء اللاتي دخلن بيتك فهؤلاء حفظن و ياكلن منك الطعام و يضمن الكسوه ، فضلا عن من صارت زوجتك .
هذا يعكس ان المراه لم تكن تعامل باحترام او يترك لها حق الاختيار ، فما يذكره بابكر بدري انه عندما قابل البقيع في الطريق راجعين الي السودان كان يقود جملها و يبكي بسبب حبه لها و تبكي هي و لكن اهلها لم يسمحوا برجوعها له .
البقيع هي جدة الاخ العزيز احمد عبدالرحمن الشيخ رئيس نادي الهلال السابق و مدير بنك السودان و مدير بنك الشعب و مدير بنك البركه و من مشاهير السودان و هي ام والده فلقد تزوجت جدنا الشيخ و عاشت الي عمر متقدم و اشتهرت بالجمال و الاناقه ، و احمد كان يقول لي ان طعامها كان مميزا . و عندما كان جده يعنف عمه عثمان لاندفاعه و حبه للحياه في شبابه كان يقول لامه ( انتي ما لقيتي تجيبينا من بابكر بدري او الزبير باشا ؟ ) الا رحم الله البقيع فلقد تحكم الرجال في حياتها . و لا يزال الرجال في بلادنا يتحكمون في مصائر النساء .
من اصعب الاشياء التي واجهتها في امدرمان في احدي الاجازات هو ان بعض الصبيه المعوقين في معهد سكينه الذي شيده الرجل العظيم دكتور فيصل ، تعرضوا لاغتصاب منظم و لفتره .
القصد كان تأهيل هؤلاء الصبيه المعاقين او الذين يعانون من بعض التخلف حتي يتمكنوا من كسب رزقهم و بما ان دكتور فيصل قد عاش في اوربا لفتره طويله فلقد حاول رحمة الله عليه ان يعطيهم فرصه للتدرب في المنطقه الصناعيه في عدة حرف .
و عندما كان البعض يناقش ضرورة كشف المجرمين و ارسالهم الي السجن بعقوبات رادعه بالرغم من ان بعضهم اباء و اصحاب اسر رائعه الا ان البعض كان يظن انه يكفي مواجهتهم و تقريعهم . و انا الي الان لم اجد الرد الشافي .
الرجل في شمال السودان مهووس بشئ اسمه الجنس نتيجه للكبت و الجوع الجنسي الذي نتعرض له . و اغلب كلامنا يدور حول الجنس . فمثلا في السويد الرجال لا يتحدثون عن الجنس . و في اثيوبيا و كثير من الدول الافريقيه لا وجود لهذا الهوس الجنسي .
احد اصدقائنا و زملاء دراستنا و هو رجل صنديد قوي البنيه طويل القامه و اسود اللون تعرض لمحاولة اغتصاب في العباسيه بالرغم من ان شقيقه كان من اكبر فتوات العباسيه !! اي هوس هذا !!
في صيف 1964 كنت سائرا مع الصديق عبدالفتاح الذي كان قد توج معلم ملعوب في قهوة شديد ، و في الزقاق خلف الجامع قابلنا داموك الذي صار من اكبر فتوات امدرمان . و في نفس الليله اعتقل داموك و صديق له لانهم اغتصبوا شاب في احد ازقة الوطنيه حيث يشتري الناس الجنس . و الي الان لا افهم لماذا ضحي داموك و صديقه بخمسه سنوات من عمرهم في السجن .
في ابريل 1964 عندما كان كمال ابراهيم بدري مديرا لمشروع بركة العجب خارج القيقر في اعالي النيل تخلص من مهندس المشروع و استبدلوه بالمهندس اسماعيل الذي كان متزوجا . و لم يكن في كفاءة المهندس الاول و عرفت فيما بعد ان الصبي الجنوبي الذي كان يعمل مع المهندس قد قال ( ابوي مهندس جا في الليل مسكو انا ، اكل كسم انا ، بعدين .....) .
في مايو 1958 اضربت مدرسة ملكال الاميريه الوسطي التي كانت المدرسه الوحيده في جنوب السودان التي علي غرار مدارس الشمال و كان هنالك ثلاث مدارس وسطي في كل الجنوب ، مدرسة لوكا و مدرسة عطار علي بعد عشرين كيلومتر من ملكال . السبب ان الناظر الذي كان يسكن في شارع الاربعين امدرمان قد كان يمارس الجنس مع اثنين من زملائنا احدهم من اصل مصري و الاخر ابن احد التجار الشماليين . الذي لفت نظرنا هو ان الناظر ظهر في الصباح و وجهه ملئ بالكدمات و عرفنا فيما بعد ان الاستاذ هاشم محمد عثمان الذي صار حارس مرمي المريخ في الستينات قد قام بضربه . و هاشم تزوج في سنة 1964 بزينب خضر رحمة الله الياس شقيقة الموسيقار عبداللطيف .
و لقد كان الداعيه الاسلامي و مؤلف كتاب جنوح الاحداث و خريج الجامعه الامريكيه فيما بعد علم نفس ، محمود عبدالله برات من ام جر ، علي وشك ان يهاجم الناظر بالسكين عندما علم بالحادثه .
و في المساء حرضنا الاساتذه علي المظاهره و الاضراب . و قمت انا و محمد المشهور بكلب الحر و محمد نور بابكر نميري رحمة الله عليه بقطع سلك التلفون . و تحركنا في مظاهره في الصباح كانت الاولي في ملكال . الطلبه الجنوبيون كانوا في حالة زهول ، و اذكر ان البعض امثال الاخ رياك قاي ترت و شيك بيج الوزير الحالي و تابان مايكا و عيسي سولي و اخونا الاكبر اجوت الونج اكول الذي هو في اميركا الان يستفسرون عن غرابة الامر ، خاصه و ان الناظر متزوج و زوجته معه . و كنت اجد صعوبه في ان اقول لهم ان الشذوذ الجنسي ممارسه عاديه في شمال السودان .
الاخ الذي من اصل مصري كان طويلا في جسمه و ضخما و البعض كانوا يحسبونه في بعض الاحيان مدرسا بل ان المدرسين مثل الحبر و الجيلاني ابوالقاسم كانوا اقل منه حجما . و بالرغم من هذا كان له اكل خاص عباره عن كبده في الفطور و نصف رطل حليب في المساء . و لا بد ان هذا قد اعطي الاخوه الجنوبيين الذين كانوا يعانون من النحافه و فقر الدم شعورا بالغبن .
من المؤكد ان ممارسات الشذوذ الجنسي لم تكن معروفه او شائعه في الجنوب قبل دخول الانجليز و الشماليين . و بعض الشماليين الذين عملوا في الجنوب قد اغتصبوا الفتيات الجنوبيات و الصبيان الجنوبيين .
محي الدين صابر قد ذكر في التلفزيون انه قد تزوج عدة مرات بفتيات من الزاندي . لان الزواج رخيص و بسيط و كان عباره عن هدايا صغيره و المهر يساوي اربعه او سته ملودات . الملود اداه للحش .
و لم يذكر محي الدين صابر ماذا حدث للفتيات بعد ان تركهن او اذا كان له اطفال منهن و لم يتكرم حتي ان يذكر اسمائهن . هذا احد كبار المربين و صانعي الوطن في الشمال ، اذا لم يكن هذا اغتصاب اذا ما هو الاغتصاب .
لقد قرات بامعان كل كتب المكتشفين الاوائل للقاره الافريقيه مثل استانلي و اسبيك و دشولو و دكتور ليفنقستون و ....الخ ، و كلهم تجنبوا ذكر انهم كانت لهم علاقه جنسيه مع اي بشر في افريقيا فيما عدا بيرتون الذي تحدث عن جمال النساء الصوماليات . و حتي سلاطين باشا الذي ترك اطفالا في السودان تجنب الخوض في هذا الامر و كانه شئ يخجل منه .
فى احد مداخلات الاخ ابو الريش ذكرنى بما كان معروفاً قديماً فى السودان . عندما يهرب احد الرقيق فاذا كانت امرأه قد هربت مثلا من شندى وقبضت فى المتمه فيقومون بادخال جباده الصيد فى شفرى عضوها التناسلى ويربطونها بحبل او بخيط ويقودونها الى سيدها .
بابكر بدرى ذكر كذلك ان احد عبيدهم قد هرب وعندما قبض عليه قام احد اهلهم الرباطاب بجلده وهو يقول (بتطير ؟ ) . ويرد المسكين ( لا ما بتير . ) ويستمر الجلد الى ان يوضح للرباطابى , ان المسكين يقصد انه لن يهرب . والرباطابى يقصد بكلمه تطير هل ستقلع عن الهروب .
بابكر بدرى يذكر فى نهايه مذكراته الجزء الاول انه بعد زواجه من الجده نفيسه احمد المليجى , انه اكتشف انها كانت فقيره وليس لها خادم وكانت تطحن العيش بيدها لان والدها واربعه من اخوتها المصريين قد قتلوا عندما فتح المهدى الخرطوم . فاشترى لها خادم بستين ريالاً كانت اجمل ما فى سوق الرقيق الذى كان مزدهراً فى ايام المهديه . وغردون باشا قد اطلق سراح جميع الرقيق فى السودان فقابله نساء الرقيق بالزغاريد والابتهاج فى الابيض والفاشر .
بابكر بدرى ذكر كذلك ان صديقه الاحيمر الذى كان مسئولاً عن ماليه يعقوب اخ الخليفه , انه كان يقيم ليالى المديح ويعطى المداحين ابو شريعه وعلى طلبه وكراع النعامه ثلاثمائه ريال ويصرف خمسين ريالاً على العشاء . بمعنى انه كان يصرف فى كل ليله ثمن سته من الخدم صغيرات السن الجميلات , التى يمكن ان يغتصبهم الرجل او يدفعهم او يهبهم الى من يشاء .