مالك ضبعه Admin
المساهمات : 365 تاريخ التسجيل : 29/06/2011
| موضوع: طرائف سودانيه في الباديه السعوديه الثلاثاء يونيو 18, 2013 7:13 am | |
| طرائف سودانيه في الباديه السعوديه--------------------------نجد السعوديون وأهل البادية على وجه الخصوص يفضلون السودانيون في رعي الإبل والأغنام ويرتاحون لهم ويأمنوهم أكثر من غيرهم من الجاليات الأخرى ، فالأمانة لا يشابه السودانيون فيها أحد وسمعتهم في هذا الجانب هي جواز مرورهم وقبولهم لدى السعودييين وأهل البادية على وجه الخصوص ، هذا با لإضافة إلى التشابه في كل شيئ تقريبا مما يسهل التعامل فيما بينهم ، ولكن تأتي الطرائف من إختلاف المسميات وخاصة للسوداني حديث العهد بمخالطة البدو في البادية السعودية ، وإليكم بضعا من هذه الطرائف فحكى لنا أحدهم الطرفة التالية :( أن أحد السودانيين إسمه عبد الله حضر للسعودية لأول مرة راعي عن طريق عقد عمل أرسله له أحد أقربائه ، وقال له قريبه عندما أحضر له عقد العمل إن هذا الكفيل رجل طيب جدا وصديق لي فلا أريدك أن تحرجني معه ، ولابد أن تقوم بعملك خير قيام ، وهؤلاء البدو أذكياء وسيختبرونك في مدى تحملك وأخلاقك وسعة صدرك وفهمك للعمل فلازم تنجح في كل إختباراتهم ، وإذا نحجت معهم غرتك لا صرتك ومهما تطلبهم سيعطونك .فحضر عبد الله للسعودية وتقابل مع كفيله (أبو إبراهيم ) وأول ما تقابلوا وسلموا على بعضهم سأله الكفيل عن إسم إبنه فقال عبد الله : ( ولدي الكبير إسمه علي ) فصار الكفيل لا يناديه إلا بأبو علي ، كعادة السعوديين أن يكنى الرجل باسم إبنه .وذهب عبد الله مع كفيله إلى البادية حيث الغنم والمرعى وكان الوقت في بداية موسم الشتاء ( دخول الوسم كما يقولون ) وهو طلوع نجم سهيل ، ويتوقعون نزول الأمطار في أي وقت ، واستلم عبد الله مراح من الغنم مع قليل من الماعز السوري ، وخيمة فيها جميع أغراض الأكل والشرب وحمار يتحرك به مع الغنم في الصباح ويعود عند الظهر ثم يتحرك قبل العصر ويعود مع المغرب إلى الخيمة ، واختار عبد الله عودا من حطب القنا الخاص برواق خيمة قديمة واتخذه عصا ( عكاز ) يحمله معه كلما تحرك مع غنمه ، (( عصا غليظة وطويلة على غير ما يحمله السعوديون عادة ))
والكفيل ( أبو ابراهيم ) دائما ما يأتي لأبو علي في العصريات على سيارته ذات الدفع الرباعي ، حيث أن المنطقة كلها رمال وقيزان ( عندهم إسمها الطُعُوس ) وفي تلك الأيام الأولى والحياة الجديدة لأبو علي ببادية السعودية ، وفي إحدى عصريات الشتاء الباردة هبت عاصفة قوية تحمل معها ذرات الرمل وتكاد تقتلع كل ما يعترض طريقها وأبو ابراهيم يقف مع أبو علي عند الحلال لتقديم العلف ( العليقة ) ، فاشتدت العاصفة واضطربت الخيمة وملأها الهواء وكاد يقتلع أطنابها ( أوتادها ) فصاح أبو ابراهيم مناديا على أبو علي بالنداء التالي : (( ألحق يا أبو علي جَوِّدْ الخيمة يا النَّشمِي ، أنا أشهد اليوم هذا الهواء ما يقيف في كريقه شيئ مَــرَّة )) فوقف أبو علي محتاراً فيما يفعل ، فهو عرف أن أبو ابراهيم طلب منه أن يفعل شيئا للخيمة ولكنه تردد في أن يقدم على تنفيذ طلب لم يستوعبه أو بالأحرى لم يصدقه ، وتذكر وصية إبن عمه في النجاح في إختبارات الكفيل البدو ي والسرعة في إنجاز العمل وعدم ( الرخرخة ) وفي هذه اللحظة إنتبه الكفيل إلى أن أبو علي لم يتحرك نحو الخيمة فناداه ثانية وبإنزعاج شديد بالنداء التالي : (( أيش فيك يا أبو علي إنت ماتِفتَهم يا رجال أقول لك جـَوَّدْ الخيمة ، إنت ما تشوف الهوا كيف يسوي ، أفزع علي الخيمة ، الرجال لازم يكون حِـرٍكْ (أي سريع وخفيف الحركة ) )) . فما كان من أبو علي إلا أن خطف عصاته ( عكازه ) (ويتلهم الخيمة ويقع فيها ضرب بي العكاز ) ، ضرب شديد ممسكا العصا بكلتا يديه ، وأخذ يطوف بالخيمة ويضربها من جميع الجهات ، وكان وهو يفعل ذلك يضحك في داخل نفسه من طلب الكفيل العجيب . فا نتبه الكفيل فعقدت لسانه الدهشة والإستغراب من فعل أبو علي فأسرع إليه وهو ينادي عليه بالنداء التالي : (( يا أبو علي أيش جرى لي عقلك ، إنت إنخَبَلتَ في مخك ، أيش تسوي ، أيش هذا )) فكلما يقول الكفيل كلمة يلتفت إليه أبو على بقدر ما يسمع الكلمة ثم يعود ضربا على الخيمة ، ظنا منه أن كل كلام الكفيل تأنيبا له على عدم السرعة في الضرب . وباستمرار أبو علي في ضرب الخيمة دخل الخوف في نفس الكفيل من فعل السوداني فأتى قريبا منه ليتأكد وقال له بنهرة قوية جدا : (( أنا أشهد إنك إنهبلت )) ، لم يلقي أبو علي بالا أو لم يفهم واستمر في عمله ، فأعاد الكفيل النهرة قائلا : (( يا رجال إنت مهبول في عقلك ؟ )) ولأول مرة يفهم أبو علي شيئا من كلام الكفيل ومع تعبه من ضرب الخيمة بلغ منه الغضب مبلغا من وصفه بالمهبول ، فالتفت إلى الكفيل قائلا له وبلهجة حادة ممزوجة بالغضب : (( مهبول أنا يا المطرطشين ، والله أكان ماني مهبول ما بشتغل مع واحد زيك يقول لي جوِّد الخيمة ، والله إنت المهبول علي الطلاق تتلَكْلَكْ زيادة البسويهو في الخيمة إلا أسويه فيك )) . فلم يفهم الكفيل شيئا من كلام أبو علي ، ولكن من تعابير الوجه واللهجة عرف أن ذلك تهديد إذا كثر الأخذ والرد بينهم وربما يتطور إلى شيئ آخر ، خاصة وأن الكفيل مندهش لما فعله أبو علي في الخيمة ، وهو فعل لا يفعله شخص سوي ففضل أن ينسحب ، فركب سيارته مسرعا وذهب إلى خيمة جيرانهم وفيها مجموعة من السودانيين من ضمنهم إبن عم أبو علي الذي أحضره من السودان ، فنزل من سيارته بسرعة وسلم عليهم منزعجا وقال لهم : (( يا ربع ألحقوا على أخويكن السوداني أنا أشهد إنو ما هو بصاحي ، ويوم أني شفت فعلته قلت أخير أنحاش منو ( أهرب ) واخبركن تشوفو حل معاهو قبل ما يسوي في نفسو شي ، أنا والله الخيمة ما همتني لكن خويكن يسوي في نفسه شي تبلونا بيهو ( تحملونا بلواه ) . فقالوا له : ( الحكاية شنو والحصل شنو وأبو علي مالو ؟ ) فقال : ( الرجال ما به شي حين ما قامت الغبرة والعج صيحت عليه يجود الخيمة من الهوا وما أدري إلا وهو طايحاً في الخيمة ضرب بالعصا )) فضحكوا جميعا حتى كاد الواحد منهم يسقط على الأرض ، حتى أنه لم يستطع واحد منهم في بداية الأمر أن يشرح شيئا لأبو إبراهيم وهو واقف ينظر إليهم مندهشا . ثم قال : ( عوذة ( أي أعوذ بالله ) عَـز الله إني طِحْت في ربع كلهم مخابيل ( مجانين ) يا ربع ايش قيكن تضحكون ما فيكن واحدا عاقل يلحق على خويكن المهبول لا يكون عمل في روحو شيئ . فانتبه إبن عم أبو علي وقال استغفر الله العظيم سا محنا يا أبو ابراهيم واجلس استريح أطال الله عمرك السالفة بسيطة جدا ، خوينا إنشاء الله مافيه شيئ لكن إنت قلت له ( جوِّد الخيمة ) وكلمة جود الشيئ عندنا معناها أجلده أو أضربه ، فلو كان قلت له ربط الخيمة أو ثبتها بالحبال عشان الهوا ما يقطعها أو يقلعها لرأيت منه العجب في السرعة وإجادة العمل . فضحك أبو ابراهيم أشد مما كانو يضحكون ثم قال : (( والله يالسودانيين نحن نحبكن لكن سوالفكن ما يَنْدَرَى عنها ( أي لا ندري عنها )، والحين يالربع ترافقوني لاعن خويكن عشان يدري بي السالفة . فذهبوا جميعهم عند أبو علي فوجدوه قد أجلسه التعب من ضرب الخيمة ، وعندما وصلوا عنده أخذوا يضحكون وهو متجهم ينظر إليهم ثم شرحوا له الموضوع بعد أن كاد أن ينفجر فيهم من شدة الغضب ، فضحك وضحكوا جميعا وأنتهت السالفة | |
|