عمـــــــــــــــــــود صحفــــــــي للجمــــــيع فقـــــــــط
------------------------------------
بالمــــــــــــــــــــــــــــنطق / صلاح الدين عـــــــــووضه
---------------------------------------
* صديقي الشاعر المبدع جاء من مهرجان سياحي ولائي وفي نفسه شيء من (غبن)..
* قال لي: (تخيل فلان الفنان أدوه «كذا» وانحنا أدونا «كذا»)..
* فقلت له ممازحاً: (فلان بغني، إنت بتغني؟!)..
* صحيح أنه لولا أشعار أمثال صديقي المرهف هذا لما كان فلان هذا (مغنياً نجماً) ولكن ماذا نفعل مع أمزجة الناس؟!..
* فعبارة (الناس عايزه كده) هي سيدة الموقف في مجالات الإبداع كافة..
* وفي برنامج تلفزيوني قبل سنوات سألني معدّه ومقدّمه- زميلنا الأستاذ عثمان ميرغني- إن كان يمكن للصحفي أن يكون نجماً فقلت ما معناه: (نعم، ولكن النجومية خشم بيوت)..
* فقد تجد- مثلاً- صحفياً ذا خبرة ومؤهلات وشهادات لا يحظى بربع ما يحظى به (وافد) إلى المهنة من شهرة..
* ثم إن الوافد المشهور هذا نفسه- في مجال الصحافة- تتضاءل نجوميته أمام نجومية (فلانة الخور) المغنية..
* و(فلانة الخور) هذه هي (ولا حاجة) إزاء التي تغني (بوس الواوا) تلك..
* فأمزجة المتلقّين- لكل مجال من مجالات الإبداع- هي التي تتحكم في (معايير) النجومية وليس منطق (واحد زائد واحد يساوي اثنين)..
* وكلما كان المجال الابداعي ذا متلقين تغلب عليهم صفة (العوام) كان نطاق النجومية فيه أكبر..
* فالذين يتمايلون طرباً مع أغنيات (حمادة نت)- على سبيل المثال- قد لا يكون أغلبهم سمع بأكثر الصحفيين شهرة (مجرد سمع) دعك من أن يقرأ له..
* و (حمادة نت) هذا ذاته لو سألته عن الأديب الراحل عبد الله الطيب لظن- ربما- أنك قد (شقلبت) اسم الطيب عبد الله المغنّي..
* والعلامة عبد الله الطيب هذا شاهدت له (منظراً) بمطار الخرطوم ما زال محفوراً في ذاكرتي إلى يومنا هذا رغم تراكم السنوات..
* فقد سمح حارس البوابة لنجم كرة من نجوم القمة- آنذاك- بالدخول مع ابتسامة (من الأضان للأضان)..
* ومن وراء النجم هذا اندفع نحو الصالة البروف عبد الله الطيب فإذا بالحارس يصيح فيه والشرر يتطاير من عينيه: (يا زول انت ماشي وين؟)..
* فالأديب العالم الشاعر النحوي الفقيه هذا لم يكن في نظر حارس البوابة ذاك سوى (محض زول)..
* وللسياسيين- كذلك- من الذين نتحدث عنه هذا نصيب..
* فهنالك سياسي (نجم)، وهناك آخر (غم)..
* أو بصحيح التعبير اللغوي: مجلبٌ للغم..
* ومن سياسيّنا النجوم الآن- بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع أي واحد منهم- الترابي والصادق والحاج وراق..
* فهؤلاء لديهم (موهبة) جذب انتباه الناس إلى ما يقولون بعكس آخرين (ينفرونهم)..
* وأيما محاولة لفرض (عاطلين عن الموهبة)- في المجالات الإبداعية المختلفة- على الناس (فرضاً) مصيرها الفشل..
* فقد فشلت- مثلاً- محاولة فرض قيقم وشنان وبخيت كنجوم طرب غنائي بـ(العافية)..
* وفشلت محاولة فرض محمد حاتم- ومذيعات نشرات أخباره- كنجوم تلفزيونية بـ(القوة)..
* وفشلت محاولة فرض العبيد المروح كنجم صحفي ودبلوماسي وسياسي بـ(أخنق فطس)..
* وأسوأ نجومية- من وجهة نظر كاتب هذه السطور- هي التي يكون محيطها (العوام) دون (الخواص)..
* ولكن المفارقة تكمن في نيل نجوم (العوام) هؤلاء أجوراً أعلى من التي يحظى بها نجوم الشرائح المثقفة من المواطنين..
* ولعل خاتمتنا هذه يكون فيها بعض عزاء لصديقنا الشاعر المبدع ذاك..
* مع نصيحة له بأن يبتعد عن مهرجانات السياحة التي أضحت (موضة) في بلادنا هذه الأيام..
* سيما إذا كان فيها (فلانة الخور)..
* أو أي ذات (خور)- أو خوار- أخرى!!!